إميل أمين يكتب:

الإمارات وتفتيت فتنة «الحوثي»

أفضل‎ تعبير يمكن للمرء أن يستعيره لتوصيف حال ومآل العلاقات الإماراتية السعودية، هو ذاك الذي صرح به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من أن الشراكة القائمة بين الإمارات والسعودية هي شراكة «الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة.. والهدف الذي يجمعنا أمن السعودية والإمارات واستقرار المنطقة، يجمعنا مصيرنا ومستقبلنا».
يدرك‎ القاصي والداني أن من ينكر قوة ومتانة العلاقة بين الرياض وأبوظبي ، ليس إلا غافل أو جاهل، وفي الحالين هو حاقد ، وربما هذا هو أفضل حال لأمنيات قلب «الحوثي» الشريرة التي تبدت في تصريح ممجوج قبل أيام.
ليس‎ سراً أن «الحوثي» ليس إلا نوع من أنواع العمالة الرديئة المعروضة على الأرصفة وتتلاعب بها الأمم وتتقاذفها الأهواء، ولهذا لا ينبغي أن تُعطى آذان للاستماع ، فالعاقلون يدركون أن الهدف الرئيس الذي جمع ولا يزال السعودية والإمارات يتجاوز الحاضر ويعود إلى الماضي وينطلق نحو المستقبل في شراكة غير محدودة ، إنه رباط من الأخوة الإنسانية ومن الدم المراق في سبيل الزود عن أمن السعودية والإمارات، بل وأمن المنطقة برمتها واستقرارها، في مواجهة مكائد الكائدين وحقد الحاقدين.
لم‎ تكن الشراكة بين البلدين الشقيقين بهدف الاعتداء على الأبرياء أو المسالمين، بل من أجل ردع المتمردين وقطع الطريق على استراتيجيات إيران الخبيثة، ورغم الأرواح الذكية التي ضحت وسالت دماؤها على الأرض، فإن الإمارات أكدت أنها أقوى عزماً وتصميماً على دعم الحق والانتصار له، ويبقى المجد للشهداء ولوقفة ذويهم وتاريخهم المشرف.
يعن‎ لنا أن نتساءل: لماذا يسعى «الحوثي» الخبيث إلى إحداث فتنة هي قائمة في عقله فقط، ولم يكن لها يوماً أن تجري بين الأشقاء في المملكة والإمارات؟
الذين‎ لهم علم من كُتاب الاستراتيجيات وفنون القتال يدركون تمام الإدراك أن الميليشيات «الحوثية» المتطرفة تعاني من جراء الضربات الاستراتيجية التي توجهها القوات المسلحة الإماراتية الباسلة، ضمن سياق عمليات «التحالف العربي» الذي تقوده المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يبطل ويفشل خطط الأعداء على الأراضي اليمينية وجلنا العالم يدرك أن «الحوثي» ليس إلا خنجراً إيرانياً في الخاصرة الخليجية، ويُراد به إحداث أكبر فوضى في المنطقة العربية والشرق الأوسط أن استطاع إلى ذلك سبيلا .
‎ فتنة «الحوثي» الأبوكريفية- والتي لا تنطلي على أحد تظهر شهوة قلب غير مسبوقة من قبل الجماعة «الحوثية» المارقة تأمل في حدوث غياب للدور الإماراتي الفاعل، والذي يهدد الوجود «الحوثي» وبقية أذنابه في اليمن مرة والى الأبد، ومن هنا يفهم المرء الدلالات الخبيثة وراء كلماته المغرضة، وأكاذيبه التي لا تنطلي على أحد.
ما‎ قاله «الحوثي» فعليا لا يعكس إلا حجم معاناة مليشياته الإرهابية من الضربات التي توجهها القوات المسلحة الإماراتية ضمن التحالف العربي في اليمن له، ولا يظهر من تصريحاته إلا توق غير محدود إلى التخلص من الدور الإماراتي ذي الأثر المدمر لوجوده على رأس سلطة اختطفها من الشعب اليمني.
وحدة‎ الخندق التي نتحدث عنها أكدها معالي الوزير عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية والذي أكد أن العلاقة المتينة التي تجمع المملكة بالإمارات الشقيقة تشكل ركيزة أساسية للجهود المبذولة من اجل مستقبل مشرق للمنطقة.
الوزير‎ السعودي، وفي لغة أشقاء وأخوة، يؤكد أن التحالف بقيادة المملكة يعمل وبجهود مقدرة من الأشقاء في الإمارات على تحقيق الأمن والاستقرار في سائر أرجاء اليمن الشقيق، ما يعني أن هناك حقائق لا يمكن لأحد بحال من الأحوال إن يفت في عضدها.
في‎ هذا السياق يمكن للمرء أن يستوعب أنه من الاستحالة بمكان أن يستطيع أصحاب الإفك أن يضربوا الفتنة، أو أن يشقوا الصف العربي الإماراتي السعودي ، فالشراكة ليست عاطفية، وإنما منطلقاتها استراتيجية، قائمة على رؤى جيوبوليتيكية في عالم قلبه يتحرك من الغرب إلى الشرق، وفي أجواء باتت فيها الصراعات على خارطة الشطرنج الإدراكية أمراً ملحوظاً ينبغي متابعته والاهتمام بتطوراته صباح مساء كل يوم.
حين‎ نتحدث عن شراكة الدم والأخوة، فإننا ولا شك نشير إلى أن التحالف العربي الإماراتي السعودي، هو أحد أهم الضمانات لاستقرار المنطقة المضطربة، تلك التي تعيش قلقا في النهار، وأرقاً في الليل، كما أنه يعد وعن رؤية استشرافية لمواجهة مخططات الأعداء الذين ينشدون التدخل في شؤون دول الخليج وبقية منطقة الشرق الأوسط.
إفلاس‎ «الحوثي» هو من يدفعه لعزفه النشاز وتوجيه خطابه إلى دولة واحدة، والجميع يعرف أنه يريد إحداث وقيعة بعينها وإصابة التحالف بشرخ، لكن هذا هو مطمع إبليس في الجنة كما يقال، وقصر نظر سياسي واستراتيجي في كل الأحوال، الأمر الذي سيكبده في نهاية المطاف خسارة بالغة الأثر .العملاء لا ينجحون، بل مآلهم الطرد خارجاً، كما الملح إذا فسد فانه لا يصلح للطعام ، ويلقى خارجا حيث تدوسه الناس، والزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يبقى في الأرض.
*كاتب مصري