أمين الوائلي يكتب:
مكبَّلٌ بفخامتين لعملة واحدة.. عيدٌ بأية حال يا "سبتمبر"؟
للسنة السادسة توالياً تلبس السواد، ويلفُّها الحزن، وتختمر في أحشاء صنعاء شعلة خذلتها السواعد المنسلخة عن جسد المارد في ميدان التحرير والثورة.
صنعاء 2019، معقل الثورة وقلعة سبتمبر العظيم، عشية عيد الولادة والطلقة الأولى 26 أيلول 1962، يعبث بها غلمان الإمامة ويخنقها الكهنوت الذي خنقه السلال ورفاقه قبل 57 عاماً. وفخامة الإمامة في صنعاء تتلقى أيضاً برقيات تهانٍ بعيد الثورة والجمهورية.
يتبقى من سبتمبر كل سبتمبر وكل أحلام اليمنيين وأحمالهم وأحزانهم، وكل الحاجة إلى سبتمبر وإلى السبتمبريين الذين تأخروا عن الموعد وعن الوعد وعن العهد على درب آباء الثورة واليمن الجمهوري.
في الجانب الآخر من المأتم يتبقى من سبتمبر العظيم.. برقيات تهانٍ بمذاق التعزية وقيمة المواساة ولا سلوان.. يتلقاها فخامة البعيد في المهجر.. من قيادات دولة المهجر، النائب والرئيسين حكومة وبرلمان وقادة العسكر.
ويخطب من بعيد مجدداً دعوته جماهير الشعب للالتفاف حول القيادة!
إعلام حكم وحكام وحكومة من "تسمع جعجعة ولا طحين" يذكر بالبقية الباقية من رفاة أقزام وأشباه ومخلفات دولة ونظام يتقاسمون الفنادق وريع الخنادق.
ينشر أخبار البرقيات مشفوعة بأمنيات الرفاه ودوام العافية والبركة لفخامة البعيد، بالمناسبة البعيدة في اليمن البعيد.
رؤوساء دول وحكومات بعيدة يبرقون لفخامة البعيد برقيات تهانٍ بالمناسبة التي لا تمت إلى البعيدين بصلة قرب أو قرابة أو قربى.
يتبقى من نظام وأزلام باعة دولة (سبتمبر العظيم) المأتم والمأثم والمغنم والمغرم، الإعلام.
شهادة حياة منسية، عن حكام في المهجر.. طواهم النسيان وتجاوزهم الزمان.. وينشبون مخالبهم الصدئة في الذاكرة المهجورة.
مكبَّلٌ شعبك يا سبتمبر بفخامتين لعملة واحدة.
يتبقى من سبتمبر العظيم شعب عظيم..
وأحزانه وحرمانه وإيمانه بسبتمبر العظيم.
لسبتمبر العظيم نوقد أرواحنا وأحزاننا ودمنا شعلة من قريب لقريب.
أيلولُ..
يا وعداً تقادم عهده
اشهد..
بأنَّا لم نخُن أو نكفر