فهد ديباجي يكتب:

بعد هجوم بقيق.. السعودية تنتصر

لا شك أن الاعتداء الإيراني على معملي شركة أرامكو هو عمل إرهابي مكتمل الأركان ويثبت ويؤكد ضلوع الأيادي الإيرانية، وذلك عبر أذرعها في المنطقة، وأنها تقوم بحرب إرهابية من خلال أذرعها التي تتخذ منها (فريقا هجوميا إرهابيا) لخشيتها المواجهة المباشرة، وترى فهم خط الدفاع الأول لحمايتها، وملاذها للانفكاك من العقوبات التي تُطحن بها، ولولا أن السعودية تثق بمسؤولية إيران بالأدلة والبراهين، ما دعت خبراء دوليين من الأمم المتحدة للمساهمة بالتحقيقات.

انتصرت المملكة بأن وضحت بأن تمادي إيران في أفعالها يعود إلى أن المجتمع الدولي وأمريكا والدول الأوروبية لم تسعَ لردع إيران، وأنها تستحق وقفة حقيقية لإعادتها لوضعها وإيقاف إرهابها وابتزازها للعالم. وانتصرت على مليشيات إيران بعدما جعلت العالم يعي خطرها ويفرض عليها العقوبات

‏ المملكة لا تنتظر من أحد أن يدافع عنها، لكنها تحاول أن توضح للعالم بأنه يجب أن يستشعر أن ما تعرضت له هو استهداف للاقتصاد العالمي وليس لها وحدها، وأن على الدول الأخرى المشاركة في التصدي لهذه الاعتداءات ليس كرمًا منها بل لأنها شريكة في هذه المصلحة، وأن من يقوم بهذه الأعمال هو من يمثل الشر والإرهاب في المنطقة ويهدد الأمن والاقتصاد العالمي .

‏لا يستطيع أحد أن ينكر دور السعودية الدائم في حفظ الأمن والسلام العالمي، والتي نابت عن العالم أجمع في أوقات سابقة ولا تزال في حماية الاقتصاد العالمي من التهديدات عبر تحملها منفردة كل التكاليف الناجمة في الكثير من المواقف، فهي تعودت أن تتحرك وفق تكتل وتحالف دولي لحماية العالم من الاٍرهاب وحماية الملاحة والممرات المائية الدولية وهي سياسة اعتادت أن تنتهجها، من خلالها تُبين بأنها تعمل ضمن الإطار المؤسسي الدولي وفق منظومة دولية قادرة على فرض الحلول انطلاقاً من القرارات الأممية والقانون العالمي وقواعده العرفية لدحر مهددات الأمن والسلم العالميين.

‏لهذا نجد أن ما حدث في بقيق يُعد انتصارًا للسعودية رغم الضربة الموجعة، فهي انتصرت على إيران بأن وضعتها في حجمها الطبيعي وجعلتها دولة مارقة لدى الكثير من دول العالم، ما عدا التي تتوافق مع مشروعها، جعلتها تهرول للدفاع عن نفسها وترمي التهم على أذرعها، كما أنها حجمت من نفوذها الإقليمي وكسرت شوكتها اقتصاديا، وأن هذا الحدث الإرهابي يؤكد ما كانت تقوله دائما بأن من يحكم إيران مجرد مليشيات، لا يمكن أبدا أن تكون دولة طبيعية .

‏انتصرت المملكة بأن وضحت بأن تمادي إيران في أفعالها يعود إلى أن المجتمع الدولي وأمريكا والدول الأوروبية لم تسعَ لردع إيران، وأنها تستحق وقفة حقيقية لإعادتها لوضعها وإيقاف إرهابها وابتزازها للعالم. وانتصرت على مليشيات إيران بعدما جعلت العالم يعي خطرها ويفرض عليها العقوبات ويصنفها ضمن الجماعات الإرهابية وغسيل الأموال وتجارة المخدرات. وانتصرت على كل المشككين في خطر الإخوان بأن وضحت حقيقتهم وبينت مؤامراتهم وتوافقهم وتخندقهم مع النظام الإيراني، وهو ما يؤكد صحة وثبات موقف قيادتنا منهم، وأن خيانتهم أمر ثابت وأنهم أشد حقدًا وخطرًا من الإيرانيين أنفسهم، وأن هذه الخيانة والحقد والعداء أصبح علانية ولم يعد كما كان في الغرف المغلقة.

‏انتصرت في فضح بعض العرب المستعربة وأنهم مجرد مرتزقة وهواتف عملة يسيرون مع من يدفع لهم، وأنه لا أمل في أن ينصلح حالهم أو يعودوا لرشدهم. وبعدما قدمت درسا عالميا بقدرتها على امتصاص الحوادث الكبيرة والسيطرة عليها بصورة عاجلة وفائقة، تستحق عليه الإشادة، لأن أمثال هذه الحوادث في دول متقدمة عالميا تستمر لعدة أيام.

‏انتصرت بعدما استطاعت إعادة تصدير النفط بالطاقة الكاملة وفي زمن قياسي، وأن تفي بكل التزاماتها وعقودها لزبائنها بعد توقف نصف إنتاجها أقل ٧٢ ساعة .

‏وانتصرت داخليا بتوافق وتلاحم شعبي ليس له مثيل، فالكل في صف القيادة ويدعو لها بالتوفيق والسداد والكل مستعد أن يقدم روحه ودمه وأمواله من أجل خدمة وطنه.