نبيل الصوفي يكتب:

نُخب الفساد دمّرت اليمن

انهارت دولة الجمهورية بسبب نخب الحكم وفسادها وضيق أفقها.

‏هذه النخب اليوم تحارب لتعيد دولتها هي، على أنقاض دولتنا التي أسقطوها.

‏أما نحن كمواطنين، فإنّ قداسة معركتنا تكمن في أنّ ما تحرّر من منطقة، مكّن أصحابها منها، وتعاونا على الانتقال لأخرى.. وحين تنتهي حروبنا نتفق على دولتنا القادمة.

والبداية هي من الجنوب..
عودة دولة للجنوب، حماية للجنوب، وضمان لاستمرار معارك تحرير الشمال.

نعم.. هذا هو صميم الموضوع، الحرب ليست مجرد إمكانيات، هي مشروع، مشروع أولاً وإلا صارت ارتزاقاً..

‏الدنبوع وإخوانه وشرعيتهم طريق مقطوع فعلاً.. ما لها مشروع، طريق الاستعمار والرجعية.

وإذا اعتبر العالم الحوثي هو الحاكم الشرعي، فلن يبقى اليمن إلا جبهات محاربة، اليمن ليس أي دولة أخرى، لن يحكمه أحد بالعنف والقوة.

الحديث عن التنمية في ظل اللا دولة مجرد نفقات للمنظمات لا تستفيد الشعوب منها شيئاً، واقرأوا تجربة الصومال.

ففي يمن الحوثي دبة الديزل بعشرين ألف ريال، دبة الغاز بـ15 ألفاً.. بينما ‏نشتريها في المخا الديزل بـ7000 والغاز بـ3000. ‏إلا تعز الحوثية.. كيف الغاز فيها بين 2500 - 3000، هل هي دولة غير دولة صنعاء الحوثية؟

لكن وايت الماء في ريف تعز، اليوم بـ30 ألف ريال.

أما المسافر من تعز إلى عدن، والعكس، يدفع 5000 ريال.
ومن تعز الحوثية إلى تعز الإخوانية والعكس 6000 ريال.
ومن تعز الإخوانية إلى المخا 8000 ريال.

تعز تعيش هوَاناً لا حدود له، ونُخبها موزعة على الأطراف السياسيّة تترزّق ضمن معارك خصومها..

الصوت السياسي الكبير الذي مصدره نشطاء تعز، لا يقول شيئاً عن تعز.

‏مناطق جفّت منها المياه تماماً.. مناطق أغلبية سكانها يعيشون عالة على منح الدعم السعودي الإماراتي لليونسيف.

ختاماً.. سلموا البلد للانتقالي، فقد حكم العفافيش 30 سنة، والإخوان 50، امنحوا الانتقالي فرصة سنتين وبعدها جربوا الحراك التهامي.. وبعدها نرجع للعفافيش وهم سيرجعون الإخوان، ولفينا من جديد.