نبيل الصوفي يكتب:

وطن اليمنيين ووطن الحوثي!!

أقبح ما في إعلانات الحوثي بشأن من يصفهم ب"العائدين"، هو اعتباره "اليمن" هي قريتك.. حين تعود لها عدت لوطنك!!

مناطقياً، إلى أيّ المناطق ينتمي من احتفل الحوثي بعودتهم إلى ما يسميّه "حضن الوطن"؟

هل يقصد الحوثي، أننا صرنا في زمن ما عاد معنا من وطن فيه إلا قرانا التي وُلدنا فيها؟ وبالتالي فالمخا ليست وطن من ولد في "الرجم"؟

فصل "صعدة" عن مشروع وطنها، وصارت معسكراً يحتجز فيه اليمنيين، عهدة على مصالح إيران ودعواها ومشروعها الصراعي الشيعة والسنة، واليوم يحوّل وطن كل منّا "قريته".

العودة إلى مناطق سيطرة الحوثي، واحدة من اثنتين: إما انتماء للمشروع الإيراني في المنطقة، أو تنازل عن "اليمن" كوطن، والعودة إلى منطق التسميات ما قبل الدولة اليمنية.

نحن لسنا مستعارين/معارين، كي نعود إلى وطننا، القرية هذه أو تلك..

هذا هو وطننا.. هذه هي اليمن، في الخوخة، في حيس، وزبيد، وبيت الفقيه، والمخا...
كما هي يمن الجنوب، ويمن مأرب..
ويمن المحويت ويمن صعدة ويمن عمران.

وإن كان الأمر كما في إعلانات الحوثي، فالواجب على الحوثيين إذاً العودة إلى قراهم في جبال "صعدة".

وعلى صعيد آخر.. أحزنني اليوم ما شاهدته في مقطع فيديو يوثق أعمال القمع الميليشاوي لتجمع من المواطنين يحتفلون بذكرى ثورى 14 أكتوبر في شبوة، وخصوصاً طفلاً ظهر في آخر المقطع، وهو يخبئ علم الجنوب بين يديه.

لقد واجهت مليشيا الجيش الوطني الناس في شبوة بالرصاص، مع أنهم يحتفلون بذكرى الثورة الأكتوبرية..

تلك جرائم مُدانة ومستنكَرة يمارسها لوبي الفتنة والفساد يدّعي الشرعية والوحدة والثورة والجمهورية.

وعلى ذلك اللوبي أن يدرك أنّ الرصاص، لن يزيد الجنوب إلا حماساً وقوة، وأنه بجرائمه تلك ضد المواطنين يصنع أزمة أعمق بين الجنوب والشمال.

وعلى الشمال أيضاً أن يساند الجنوب، فهذه شرعية الإخوان لا تمثّل الوحدة ولا تمثّل الشمال.

ختاماً.. بوتين في السعودية، هو أول رئيس روسي يزورها، مرة في عهد الملك عبدالله، وهذه الثانية.

الزيارة تعطي دفعة كبرى لصالح ولي العهد السعودي، في مواجهة تركيا وإيران معاً..

ويمنياً، كانت "صنعاء" دولة صديقة لبوتين، ضيّعها هادي وحوَّلها الحوثي مجرد واحدة من معسكرات سليماني.