يحيى غالب يكتب:

ما هو البرنامج السياسي للشرعية في حوار جدة؟

من الطبيعي أن طرفي الحوار في جدة (المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية) كل طرف لديه برنامج سياسي يتبناه ويدافع عنه وينطلق من وحي ومضمون وأسس ذلك البرنامج.
وفي هذا المقال نتحدث عن البرنامج السياسي للشرعية والذي يحمله وفدها المفاوض إلى حوار جدة بالمملكة العربية السعودية:

أولا: يعتبر برنامج ما يسمى بالتحالف الوطني الداعم للشرعية الذي تم إعلانه في سيئون مطلع شهر أبريل الفارط هو البرنامج السياسي للشرعية، وفق ما جاء بتوقيعات ممثلي أحزاب الشرعية ومكوناتها السياسية التي تتشكل منها الشرعية كحكومة ومنظومة سياسية واقتصادية...إلخ.
ثانيا: هذا البرنامج تبناه حزب الإصلاح وزعيمه محمد اليدومي الذي أعلن عنه قبل إقراره ونشر مضامينه ولوائحه التنفيذية وشرح كيف تمت عملية نقاش وتداول ذلك البرنامج لأشهر طويلة في مقر مجلس التعاون الخليجي حسب زعمه. هذا البرنامج تتبناه وتدافع عنه كل مؤسسات الإعلام الإخوانية الداعمة للإرهاب.

ثالثا: هذا البرنامج السياسي لم يكتفِ بتبني مخرجات الحوار اليمني المرفوضة بالجنوب وما تسمى بالمرجعيات الثلاث، بل تم تفصيل هذا البرنامج على مقاس الجنوب وعدن بالذات وكيفية إعادة السيطرة عليها بالقوة وبقبضة أمنية، وهذا ما تضمنه فصل (الجانب العسكري والأمني للتحالف الوطني للقوى السياسية).

رابعا: من خلال فصل المجال الأمني والمجال السياسي لبرنامج الشرعية وبعد خمس سنوات من الحرب وعاصفة الحزم أقرت منظومة حزب الإصلاح المهيمن والحاكم على قرار الشرعية تكثيف جهودها ورسم خارطة طريق للعودة بالقوة نحو المناطق المحررة وبالذات العاصمة عدن، وهو ما تضمنته الفقرة الخامسة من إجراءات وخطوات تنفيذية في المجال الأمني والتي تستهدف عدن بالذات ويتم دمج الوحدات العسكرية وتقوم بتسليم أسلحتها ووضع خطة دفاعية أمنية لمدينة عدن...إلخ.

وتضمن بالمجال السياسي عودة كل المؤسسات والحكومة والبرلمان والقنصليات والسفارات...إلخ إلى عدن وليس إلى صنعاء بعد خمس سنوات من الحرب وعاصفة الحزم والتضحيات الكبيرة.

*الخلاصة
أولا: أن حوار جدة ودعوة السعودية جاءت في ظروف استثنائية عصيبة شهدتها عدن ومدن الجنوب خصوصا بعد الاجتياح العسكري لشبوة وأبين ومشارف عدن بقوات حزب الإصلاح من مأرب، وأن دعوة حوار جدة جاءت لتوقيف ومنع تنفيذ برنامج ما يسمى بالتحالف الوطني للقوى السياسية والذي تبناه اليدومي زعيم حزب الإصلاح وتم إقراره بسيئون.

ثانيا: ما تم من اجتياح عسكري لمحافظات في الجنوب من مأرب لم يكن بدون سند وبرنامج سياسي وإنما كان تنفيذا لبرنامج الشرعية الذي تتبناه في حوار جدة، ومن الطبيعي أن يكون عائقا وغير منتج لأي نتائج إيجابية.
ثالثا: تورطت قيادات أحزاب محسوبة على الجنوب بالتوقيع وتبني مشروع ما يسمى تحالف دعم الشرعية الذي يحاول الشرعنة لغزو الجنوب مرة أخرى.