عماد الدين أديب يكتب:
دليل الأذكياء لفهم الثورات العربية!
كلما قامت ثورة في بلد عربي يطرح الناس السؤال: «هي البلد رايحة فين؟».
إلى أين تذهب ثورات الشارع العربي؟
من الممكن بعد قراءة ما حدث في تونس وسوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا والجزائر عربياً، وما حدث في أوكرانيا وهونج كونج عالمياً، استخلاص بعض القواعد التي تحكم سلوك الفعل ورد الفعل لهذه الحركات.
باختصار يمكن عمل «دليل المواطن الذكي لفهم الثورات العربية»:
1- تبدأ الحركة دون سابق إنذار نتيجة تراكم من المظالم وحجم هائل من إهمال السلطة لهذه المطالب.
2- تبدأ حركة الاحتجاج بجماعات صغيرة.
3- تبدأ حركة الاحتجاج بمطالب محددة.
4- تقوم السلطات بالتفاعل الخشن مع المحتجين السلميين.
5- تنقل وسائل الإعلام، على الهواء، الحدث وكأنه نقل مباشر لمباراة كرة قدم.
6- تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بإثارة مشاعر الناس مع وضد المتظاهرين.
7- تتحول ساحات التظاهر إلى «هايدبارك» مفتوح كل يستخدم فيه وسائل الإعلام في عرض همه الشخصي ومعاناته اليومية.
من الممكن بعد قراءة ما حدث في تونس وسوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا والجزائر عربياً، وما حدث في أوكرانيا وهونج كونج عالمياً، استخلاص بعض القواعد التي تحكم سلوك الفعل ورد الفعل لهذه الحركات.
8- تتحول المطالب الصغيرة، في ظل زيادة الحشود الكبيرة في الساحات والميادين، إلى مطالب جذرية تنتقل من حالة المطالبة بشؤون الحياة اليومية إلى المطالبة بإسقاط الحكومة الحالية.
9- يدخل طابور خامس داخل التظاهرات للإساءة إلى صورتها في الميادين وعلى وسائل التواصل واتهامها بالتعامل مع سفارات أجنبية وجهات مشبوهة.
10- تتحرك السلطات إلى محاولة فض بعض التظاهرات بالقوة.
11- تحرِّك مشاهد البث المباشر من قبَل وسائل الإعلام لما تقوم به السلطات ضد المتظاهرين «مشاعر الأغلبية الصامتة القابعة في بيوتها فتخرج إلى الشارع لأول مرة».
12- حينما تفشل السلطات في فض التظاهرات الكبرى يتم نزول قوات «فتوات أو شبيحة» بملابس مدنية للاعتداء على المتظاهرين.
13- بعد هذا العنف يتحول شعار المتظاهرين إلى «الشعب يريد إسقاط النظام».
14- تحاول القيادة السياسية مخاطبة الجماهير في خطاب سياسي، لكن الخطاب يكون أقل من الطموحات.
15- تتوقع الجماهير أن تستجيب السلطات ويتم الإعلان عن الاستقالة.
16- يكون الخطاب مليئاً بالوعود وعبارات الدغدغة العاطفية لمشاعر الجماهير، ولكن دون استقالة أي مسؤول.
17- تصاب الجماهير بخيبة الأمل لعدم الاستجابة لمطلب استقالة الحكومة فيتحول هتافها من الدعوة إلى إسقاط الحكومة إلى إسقاط الرئيس.
18- يصبح الشعار «ارحل.. ارحل.. ارحل».
19- تعود السلطات للاصطدام ببعض المتظاهرين وتستخدم وسائل تصعيد تصل إلى حد الرصاص المطاطي.
20- يسقط جرحى وقتلى من الطرفين.
21- يقرر المتظاهرون حصار المقار الرئيسية: قصر الرئاسة، سراي الحكومة، وسائل الإعلام، البرلمان.
22- تتم «التضحية السياسية» بشخصيات سياسية من أجل تهدئة الجماهير.
23- تطالب السلطات بضرورة وجود قيادات سياسية من المتظاهرين للتفاوض مع الحكومة بهدف عمل «صفقة سياسية» معهم.
24- يتم اختيار قوى خبيرة محترفة غير بريئة لتمثيل الثوار.
25- يتم اختطاف الثورة من قبَل القوى التقليدية ويتم استبعاد القوى الشريفة النبيلة.
26- يتم تمثيل المختطفين للثورة في نظام الحكم الجديد.
27- تثبت التجربة أن النظام الجديد الذي اختاره الثوار أكثر سوءاً من النظام القديم الذي ثاروا عليه وعانوا منه!
28- تدخل الثورة في حالة فوضى وفراغ أمني ويتم «ترحُّم الناس» على النظام القديم!
29- يصاب الناس بخيبة أمل وطنية ولا يعرفون بالضبط هل الأسوأ هو ما كان أو ما هو كائن أو ما سيكون؟!