مصطفى منيغ يكتب:
العراق ثورة تحاكِم مَن سرق
مهما حاول البعض الانحياز لطرف دون آخر تبقى الحقيقة واحدة ، أن الشعب يطالب بحقوقه كاملة ، ومن أجل ذلك خرج في ثورة عارمة لن ينهيها إلاَّ بالحصول عمَّا يريد ، أو الإبقاء على نفس التصعيد ، المنتهي يوماً بعودة العراق للعراقيين جميعاً وليس لمجموعة أظهرت فشلها المنقطع النظير في تدبير الشؤون العامة للبلاد بما يجب من حيادية واستقلالية عن التيارات المحلية والتدخلات الأجنبية وعلي رأسها الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية والإماراتية والسعودية .
العراق لا يُستهان به تاريخاً وثراءً وموقعاً استراتيجياً ، وأشياء عديدة في طليعتها الشعب العراقي العظيم ، الذي لا يستحق ما لحِقَ به من مؤامرات جعلت حاضره لا يرقى لمتطلبات مستقبله إن لم يحقق بثورته المباركة إحداث تغيير جذري يضع الأشياء في مواقعها الطبيعية دون زيغ احداها على أخراها أو تغليب أي منها على أي منها .
العراق حق من حقوق الأرض العربية على العرب الشرفاء أينما كانوا وكيفما كانوا مساعدته على الخروج من أزمته الرئيسية بما يُمَكِّن شعبه من معالجة شؤونه الداخلية بمعرفته الخاصة وهو قادر على ذلك ، وتَدخُلُ في هذا الإطار أيضاً الدولة الفارسية بالضغط على منتسبيها الخروج من فكرة ما حصل ولا زال في لبنان ، لسنا ضد أي ديانة أو معتقد ، ولكن لا نوافق أن يكون الشيعي راضخا لإيران ، تابعاً لها قلباُ وقالباً تحت أي عنوان ، تاركاً وطنه الأصلي المقيم فوق أرضه، الحامل وثائقه الرسمية، يعاني بسببها ما يعانيه ، كما الحال في لبنان
السياسة المفروضة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية الرامية لتفريغ العراق من انسجام شعبه بقضاياه المصيرية أفرزت كل الانشقاقات المساهمة أصلا فيما تعانيه الدولة من أزمات اجتماعية خانقة أدناها يُحَلّ بانفجار لا يُحمَد عقباه، سياسة شجعت بطرق مخابراتية أشخاص بعينهم على تربعهم قمة هرم السلطة العراقية بالرغم من عدم كفاءاتهم لتسيير دولة في حجم العراق ، وكل هذا من أجل من؟، أن تنفرد اسرائيل بتمرير خطتها بعيدا عن انشغال المؤيدين للشعب الفلسطيني المجاهد ، فتبقى وحدها مدججة بآفتك الأسلحة لمسح التراب الفلسطيني شبرا شبرا وتقيم فوقه بداية عالم يُنهي وجود العرب والمسلمين السنيين أولا ، ثم ما يأتي بعدهم ثانيا ،أكانوا في فلسطين أو البحرين بعد ذوبان السعودية وما جاورها ومصر بتفجير سد النهضة .
العراقيون يطالبون برحيل حكام أوصلوا البلد لحالة لا تُحسد عليها ، لعدم قدرتهم على وضع خطط تنموية لتوفير العمل للعاطلين وهم بنسب مرعبة داخل بغداد وغيرها من المدن ، بالرغم من إمكانات البلاد الهائلة من نفط ومعادن تدر الملايير من الدولارات الموضوع حول مصيرها علامات استفهام طالت جيوبا تُملأ بأجزاء منها ، وعلى أصحابها الإجابة أين تتبخر تلك الميزانيات إن كان الفقر ينهش ما لا يُحصى من إفراد الشعب الذي أصبح محطة شفقة وقد كان المُشفق على الآخرين عبر العالم ، على الحكومة بكل من فيها أن تُقال من طرف المتظاهرين وهم أقدر على ذلك بصفتهم أبناء العراق الذي ما خضع يوماً لمذلة ، ولا استكان لفقدان كرامة، ولا انحنى لفساد أو حماته.