رئيس التحرير يكتب:
على كيف تكون المصالحة مع قطر؟
"قطر منبع الخراب"، ليس وسما اطلقه مدونون على تويتر من باب النكاية –هكذا أظن-، فهذه الإمارة الصغيرة ودورها التدميري الحقير في المنطقة، يضعها على قوائم "الإرهاب والخراب والدمار"، بلا منازع.
فهل لم تقدم أي شيء سوى العنف والارهاب والتطرف ومشاريع قلب الانظمة وادخال البلدان العربية في أتون الفوضى، والأمثلة شاهدة على ربيع الدوحة التخريبي.
دعونا نسأل "ماذا قدمت قطر أو ماذا قدم نظامها للدول العربية التي تعاني من الازمات والحروب؟، هل هناك مشاريع تنموية او خدمية قدمته قطر لليمن او لمصر او ليبيا أو السودان والصومال غيرها من البلدان العربية التي تعاني من الازمات التي هي من فعل وصناعة نظام قطر.
هناك من يقول انه حان الوقت للمصالحة مع قطر، لكن دون ان يعني ذلك.. كيف لهذه الشعوب التي عانت الأمرين من الارهاب والدمار القطري ان تتصالح مع نظام لم يصدر إلى هذه الشعوب سوى فتاوى التكفير والارهاب والعنف ولا يزال مستمرا بل وبوتيرة أعلى..
على كيف يمكن تكون المصالحة، هل بالتنازلات وتسليم البلدان العربية والثروات لأذناب "أنقرة والدوحة وطهران" تحالف الشر الثلاثي.
على أي اساس يمكن ان تكون المصالحة؟، إلا يفترض ان تتصالح قطر أولا مع تلك الشعوب التي عانت كثير من جراء السياسة التدميرية المصدرة من النظام؟،بحل تنظيمات الاسلام السياسي وجمعيات ادارة الارهاب والتطرف.
المصالحة ان تبدأ قطر بتغيير سياستها الخارجية مع شعوب المنطقة، بفك ارتباطها بتحالف الشر وحل جماعات العنف السياسي، فمن المستحيل يسمح لها في ان تستغل هذه الثروات بادخال المنطقة في أتون الحرب والفوضى بشعارات كاذبة، من ابرزها كذبة "قيام دولة الخلافة الاسلامية" بمنهجها العلماني الذي يقودها الخليفة رجب الطيب أردوغان.
قال اردوغان كثيرا أن دولته علمانية، لكن لم يخف مشاريع التوسع في المنطقة لتحالف الشر الثلاثي، فأقسم الإخوان "اذناب الدوحة"، ان "اردوغان هو خليفة المسلمين"، بل انهم حددوا موعد قيام دولة الخلافة الإسلامية.
كيف لهذه المصالحة ان تكون.. هل يمكن يخرج ملايين الشهداء من قبورهم ليصافحوا الارهابيين الذين قتلوهم؟، بالقول "عفينا عنكم".
كانت العديد من البلدان العربية مستقرة ومزدهرة أمنيا واقتصادياً، ومنها سوريا ومصر وليبيا، وغيرها.. كيف حولها الربيع العربي لصاحبته الدوحة.
امتلكت قطر الثروات الطائلة، وبدلا من تسخيرها فيما ينفع البلدان العربية والاسلامية، سخرتها في تمويل العنف والارهاب وقلب الانظمة العربية، وصولا الى محاولة قلب النظام في السعودية، بل ان مساعي الدوحة للإطاحة بنظام الرياض تسير بخطوات حثيثة، – الشقيقة الكبرى- التي أصبح البعض من المحسوبين لجنتها الخاصة، يحضون على ضرورة تخفيف حدة الخطاب مع قطر التي بدلا من ان تفعل الفعل ذاته – تخفيف الخطاب السياسي الحاد- مع جيرانها، جاءت بـ"أحزمة الموت" لعدن، المسمى الذي ابتكره وسوقه اتباع واذناب الدوحة في اليمن، تحت عنوان "استشهادي يحمل حزاماً ناسفاً"، كما سوقه المتطرفون من امثال عبدالمجيد الزنداني وحمود الهتار وصعتر وغيرهم من اتباع قطر، في ضرب الجنوب وقتل شبابه.
بثت الجزيرة القطرية "أحزمة الموت"، فأنطلق الموت مرة أخرى في عدن، يحصد الارواح ويبث الرعب والارهاب في نفوس.
على كيف تكون المصالحة، وقطر تمول وتنشئ معسكرات في تعز ومأرب ووادي حضرموت وتموله بعض المرتزقة في مدينة صلالة بسلطنة عمان، لاحتلال الجنوب ونهب ثرواته مرة أخرى؟.
هل تريد الدوحة المصالحة مع جيرانها –مقابل ان تمنح الجنوب مرة أخرى لصنعاء- وهل من المعقول ان تكون المصالحة مع "نظام قطر"، مقابل ان يسيطر اتباعها على عدن والجنوب وشريط البحر العربي وباب المندب؟.. فمطامع تحالف الشر الثلاثي في السيطرة على الجنوب، وتمويل معركة اجتياح الجنوب للمرة الرابعة، تنسف اي حديث عن المصالحة، ناهيك الحديث عن المصالحة ذاتها.
فلا مصالحة، دون الموافقة على شروط دول المقاطعة لقطر، والتي من أهمها "حل جماعات العنف السياسي بتنظيمها الدولي او فروعه المحلية في البلدان العربية".
#صالح_أبوعوذل