صلاح السقلدي يكتب:
دماء على الاسفلت
بعد أن نقول: الله يرحم شهداءنا الذين قضوا (الأحد) في الهجوم الذي استهدف العرض العسكري بالضالع، ويشفي جرحانا.
فإننا نتساءل بمرارة يشوبها الاستهجان والسخط: إلى متى يظل هذا الاستخفاف بأرواح شبابنا، من خلال الإصرار على إقامة استعراضات عسكرية في زمن حرب، كما حدث في قاعدة العند، ومعسكر سبأ في عدن بالأشهر الماضية، بل وعلى مسافة بضعة كيلومترات من المعارك المستعرة كما حدث اليوم في الضالع؟
لِــمَ تصر بعض القيادات المصابة بعاهة الغباء، ومرض حُــب البقاء دوماً على واجهة الإعلام وأمام الكاميرا حتى وإن سارت فوق جثث رفاقهم وعلى وقع نواح ذويهم؟
كنتُ وما زلت حتى اللحظة أعلّــق أملي على موقف واضح من المجلس الانتقالي الجنوبي للوقوف أمام هكذا تصرفات وأخطاء قاتلة يذهب ضحيتها كل مرة العشرات من الشهداء والجرحى، فهو المسؤول الأول عن هذا العبث -على الأقل بحكم موقعه والصفة التي يقدم نفسه بها للناس-، بدلاً من إصدار بيانات لا تمت للحقائق بصلة ولا تشكل أي رادع لمثل هذه التصرفات، كالبيان الصادم الذي أصدره اليوم، والذي ندد فيه باستهداف الحوثي للمدنيين بالضالع.
ليت المجلس صمت بدلاً عن أن يتحدث عن سقوط مدنيين بعرض، هو بالأصل عرض عسكري.
ومع ذلك فلم يغادرنا الأمل بأن يكون للمجلس خلف الكواليس وأمامها موقف صارم وصريح، والأمل موصول أيضاً في كل الشرفاء والحريصين على الوطن وعلى دماء أبنائه في كل رقعة ومكان لوقف هذا الجنون، وحقن هذا الدم النازف، وتضميد هذا الجرح الراعف، فقد بحّت الأصوات وجفَت الأقلام دون أن يجف الدم ويندمل الجرح.