منى الجبوري تكتب:
العالم بدون قاسم سليماني أفضل
الحروب والمواجهات والدمار وحياكة الفتن والمٶامرات وعمليات التفجير والاغتيالات، هي مفردات إقترنت بالارهابي قاسم سليماني أينما حل، وإن شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن، قد ضاقت ذرعا بهذا الارهابي والدور المشبوه الذي قام به في هذه البلدان ولذلك فقد كان منتظرا ومتوقعا أن تبدو علائم الفرح والسرور عليها وهي تستمع لنبأ مقتله. ومن دون شك فإن العالم كله قد إستقبل أيضا هذا النبأ بترحاب بالغ لأن الارهابي سليماني لم يكون سوى رسول الشر والعدوان.
يقاس الرجال بأعمالهم وما يقدمون من خدمات وأمور سلبية كانت أم إيجابية. وبلا ريب فإن الذين يقدمون أعمال وخدمات إيجابية تخدم شعوبهم والانسانية، فإن أسمائهم تخلد ويذكرهم التأريخ بإجلال أما الذين يقدمون خدمات سلبية فإن لعنات التأريخ تلاحقهم ويشكلون الجانب الاسود والمظلم من التأريخ. قاسم سليماني، لم يكن بذلك الرجل الذي قدم خدمات جليلة للشعب الايراني أو شعوب المنطقة وبشكل خاص الشعب العراقي، بل إن إسمه وتأريخه مرتبط بنشاطات وأعمال من قبل التفجيرات والاغتيالات وتهجير الناس وتجريف البساتين والتغيير الديموغرافي للمناطق في بلدان المنطقة والتدخل بكل صلف في شٶونها الداخلية. ولذلك فإن الذي يجب إنتظاره وتوقعه هو إن تتنفس الشعوب كلها بما فيه الشعب الايراني الصعداء لمقتل هذا الرجل.
التدخلات السافرة وغير المقبولة من كل النواحي للنظام الايراني، كان سليماني يجسدها على أفضل ما يكون ولاسيما عندما كان يقوم بإضعاف البلدان الاربعة التي تخضع لنفوذ نظامه ومن ثم يبادر لإتخاذ قرارات إجرامية ضد مصلحة شعوبها وضد التعايش السلمي القائم بين مكوناتها، إضافة الى جعل سوح هذه البلدان أماكن لحروب بالانابة ولتصفية الحسابات مع البلدان الاخرى على حساب شعوبها. ومن هنا، فإن من حق شعوب العراق ولبنان واليمن وسوريا أن تشعر بالغبطة والامل على فناء هذا الرجل الذي كان أشبه بكابوس وظل للموت والدمار أينما رحل.
ما قد عاناه الشعب العراقي بشكل خاص من هذا الرجل وما قد ذاقه من ويلات على يده، لا يمكن وصفها. كما إن التدخلات التي قام به في العراق قد فاقت حدود الوصف والخيال حتى لم يعد غريبا أن يقوم بنفسه بعقد إجتماع للقوى الامنية في مكتب رئيس الوزراء الحالي على أثر الانتفاضة الاخيرة أي إنه تصرف وكأنه رئيس وزراء العراق! فأي تطاول وإستهتار غير مسبوق هذا بالسيادة الوطنية للعراق؟ هذا مع قيام الجماعات التابعة له في العراق بترديد شعار "قائدي سليماني" أو كتابته على الجدران والاماكن العامة وكأن العراق قد خلي من قائد ليقود شعبه حتى يأتي هذا الارهابي ليصبح في غفلة من الزمن الرديء قائدا له!