ثابت حسين يكتب:

الرد الإيراني على الولايات المتحدة الأمريكية

يمكن القول أن الرد الإيراني الصاروخي باتجاه معسكرين عراقيين (عين الأسد واربيل) يضمان قوات التحالف ومن ضمنها القوات الأمريكية... كان ردا معنويا ليس إلا، موجه إلى الداخل الإيراني الذي تم شحنه بجرعات عالية وسقف عال من أفعال الانتقام.
تمكنت الاستطلاعات الجوية الأمريكية من كشف منصات الصواريخ الإيرانية قبل انطلاقها بحوالي نصف ساعة وبالتالي اتخذت التدابير الأولية لتفادي الخسائر البشرية اولا والمادية الثانية...كما اعترف بذلك اليوم وزير الدفاع الإيراني في مؤتمر صحفي...هناك سبب آخر مرتبط بالوقت، حيث لا تواجد بشري مكثف ناهيك عن سقوط معظم الصواريخ الإيرانية في أماكن بعيدة عن الأهداف العسكرية المخططة.
بالمجمل اختارت إيران أن يكون ردها على الأراضي العراقية كما كان متوقعا.
بحساب الربح والخسارة ما زالت إيران هي الخاسر الأكبر سواء كان في فقدان أبرز رموزها وبعبعها قاسم سليماني + الخسائر البشرية اكثر من ٥٠ في تدافع تشييع جثمانه+ سقوط الطائرة الأوكرانية بضحاياها الأكثر من ١٥٠ وما سيترتب على هذا الحادث من تداعيات خطيرة على إيران...إضافة إلى خسائرها اليوم بعشرة صواريخ غالية الثمن ذهبت هباء منثورا...غير تضليل الرأي العام الإيراني في الداخل.
بالمقابل ظلت الولايات المتحدة هي الكاسبة سواء في قتل سليماني بأقل التكاليف أو بالاحتفاظ بحقها في الرد على الصواريخ الإيرانية برد مضاعف اضعافا مضاعفة.
هل تتوقف الحرب هنا ، خاصة بعد التصريحات الإيرانية التي لمحت إلى رغبتها في العودة إلى المسار التفاوضي القديم حول الملف النووي الإيراني؟
الجواب والقرار امريكي...غير إن إيران ما زالت قادرة على تحريك وكلائها في العراق واليمن ولبنان للتصعيد ضد الولايات وحلفائها...لكن يظل هذا التصعيد في إطار المواجهات غير المباشرة.