د. ياسين سعيد نعمان يكتب:
في وداع المناضلة رضية إحسان الله
في ساحة المدرسة الثانوية بخور مكسر توزعنا جماعات جماعات ذات صباح، رافضين الدخول إلى الفصول، نتحدث بأصوات عالية لنثير مستر "هنز" نائب عميد المدرسة، الذي كانت تستفزه مثل هذه التجمعات.
وكان موضوعنا يومذاك ما حدث في ثانوية البنات من مشكلة بين الطالبات ومسز "بيتري" عميدة الكلية بسبب ما عرف ب"أزمة الشياذر".
على إثر ذلك تفجرت مظاهرات شعبية واسعة أدت إلى اعتقال الكثير من النشطاء والناشطات، ومن ضمن هؤلاء كانت رضية إحسان الله.
كان الجميع، في التجمعات التي انتشرت في ساحة المدرسة، يردد اسمها بصوت عال، فيخرج علينا مستر "هنز" شاخطا، بينما يقف عميد المدرسة لطفي أمان مبتسماً، وكأنه يقول لنا لا تهتموا لأمره.
كانت رضية يومذاك اسماً يثير الإعجاب بمواقفها ونشاطها، وسجلت بذلك اختراقاً هاماً للمرأة في الخارطة السياسية والشعبية والنقابية التي كان يحتكرها الرجال في ذلك الوقت.
ولذلك فإنه يمكن القول إن رضية رائدة من رائدات العمل السياسي والشعبي والنقابي في عدن، ومناضلة على طريق تمكين المرأة وانتزاع حقوقها السياسية والمدنية.
عرفت من مقال للاستاذة عفراء الحريري هذا اليوم (الثلاثاء) أنها انتقلت إلى رحمة الله.
تغمدها الله بواسع رحمته.