جمل المنصوري يكتب لـ(اليوم الثامن):
حقوق الإنسان المنتهكة في شبوة
كانت محافظة شبوة تعيش في سلام ووئام وهدوء وكانت في بداية مرحلة التعافي من الحرب التي شنتها سابقاً ميليشيا الحوثيين والنظام اليمني في العام ٢٠١٥م وإلى أن دخلتها مجدداً القوات المسلحة المسماة بالجيش الوطني الشرعي واستولت على اجزاء كبيرة من المحافظة وإحتلالها بالقوة وفرض الأمر الجبري عليها وحولتها إلى ثكنة عسكرية تقمع فيها كل الحقوق والحريات المسلمه، بدأت هذه القوات وبشكل عشوائي وهمجي وقمعي ممارسة أبشع الجرائم التي تطال الإنسان وحقوقه...بدايةً بعملية تكميم الأصوات وإسكاتها إما بالموت أو الإعتقال أو الترهيب فمنذو اللحظات الأولى اقدمت على فض مظاهرة حاشدة وسلمية لأبناء المحافظة المطالبين بخروج هذه القوات المسلحة وأطلقت الرصاص الحي على المسالمين وأسفر ذلك عن إصابة الشاب سعيد بن تاجرة القميشي بطلقات أدت إلى مقتله في مشهد مرعب ينم على مدى وحشية هذه القوات وحقدها ضد اي شخص مسالم أعزل يرفع لافتات تعبر عن الرأي والحرية ...
كانت هذه إنطلاقة لسلسلة الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي طالت السكان المحليين ومن ثم بدأت مرحلة الاعتقالات التي لا تقل وحشية وجريمة عن سابقتها فتم اعتقال الكثير من الشباب والنشطاء ومنهم على سبيل المثال القاصر /عبدالعزيز بن علي الخلفي الذي يبلغ من العمر ١٤ عاماً فقط في ٣١ /١٢ / ٢٠١٩ م واعتقال صالح علي ابوجليده العقيليواعتقال أحمد حسين المرزقي العولقي واعتقال وتعذيب وتصفية الشاب يسلم حبتوروبطريقة وحشية قاسية، وايضاً تم مداهمة الدكتور أحمد ثابت الطبيب النفسي المعروف وأستاذ علم النفس المساعد بجامعة عدن وعبثت بمحتويات منزله واعتقلت ولده ناصر أحمد ثابت طالب كلية الهندسة بجامعة عدن.
وفي يوم الخميس ٩ يناير ٢٠٢٠م بمحافظة شبوة قام المواطن، مصطفى هارون بن حبتور، بزيارة أحد المنازل التابعة لهم، وتفاجئ أن القوات ذاتها قد حولته إلى ثكنة عسكرية.
حاول مصطفى إخراج العناصر العسكرية من المنزل، إلا أنهم قاموا باعتقاله وإيداعه المعتقل.
إعتقال أبن الشيخ لحمر علي بن لسود الطفل محمد (١٣ عام) وابن اخوه الطفل سالم شطيف لسود ( ١٤ عام) بهدف ابتزازه واخضاعه وتخليه عن مواقفه المناهضة لمليشيات الإصلاح بشبوة.
هناك أكثر من 75 شاباً من مختلف قبائل شبوة يرزحون تحت وطأة التعذيب في معتقل يتبع حزب الإصلاح في السوداء بتهم كيدية أساسها إذلال كل معارض. وتم مؤخراً اعتقال الكثير من القاصرين والزج بهم في المعتقلات دون أي أسباب تذكر وانتهاكاً للسن القانوني والحق الإنساني...
وهناك جانب آخر من الانتهاكات والجرائم التي تمارسها هذه القوات ومنها قصف قرى القبائل و تسييس المنابر والتعبئة الدينية في المعسكرات ضد المخالفين وإنشاء معاهد للتطرف الحزبي وتسخير عائدات النفط لدعمهم العسكري وزيادة قبضتهم الحديدية العسكرية على المحافظة ..
ومما نتج عنه إنعكاسات سلبية على السكان والأجواء العامة من جراء هذه الممارسات ومنها عودة الثأر القبلي والانفلات الأمني والخوف والرعب بين السكان...وشح الخدمات وارتفاع الأسعار و إنعدام الرؤية المستقبلية للمحافظة وساكنيها وزوارها من بقية المناطق الذي يخشون دخولها خشية الإعتقال.
ومازالت تمارس جميع هذه الانتهاكات إلى ساعة كتابة هذا التقرير المختصر..
ولا ينسى ايضاً التعذيب الذي يطال الأسرى الجنوبيين وإهانتهم وإرسالهم إلى معسكرات مأرب التابعة لهم..
وبعد هذا السرد القليل الذي يعد جزءاً بسيط مما يدور على الواقع وخلف الكواليس نطالب جميع المنظمات الدولية والهيئات والمؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية العاملة في المجال الإنساني والحقوقي أن تنظر إلى هذا الواقع السيئ والسلبي الذي يعيشه سكان محافظة شبوة.
ونطالب جميع الإعلاميين والصحفيين والنشطاء السياسيين والمحللين برفع التقارير والايضحات والانتهاكات إلى جميع أصحاب الرؤية والقرار..
المستشار جميل المنصوري .