عندما أعلن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان خوض معركته الكبرى ضد تيار «الصحوة» كان حدثاً مفصلياً على كافة المستويات، أكانت فكرية أو سياسية. كما أن مدى انعكاس تلك المعركة الضارية على الحياة الاجتماعية ليس على المملكة العربية السعودية فحسب بل على امتداد الشرق والغرب، لما تمثله السعودية من تأثير، ولما تمثله المعركة من أهمية في تغيير الشرق واستعادته لجوهر الدين الإسلامي وتصفيته من قشور حجبته عن هذه الدنيا وحرمت البشرية منه كدين سماوي اقترن بالتسامح والمحبة وليس كما أرادوا له أن يكون دينا مقرونا بالكراهية والبغض والنفور من الآخرين.
ما يستدعي النظر إلى هذه الحرب ضد دعاة الشر، هو التوظيف والإسقاطات لأحداث وشخصيات صنعت خلال عقود مضت هذه الكتلة من الأفكار المتصلبة، ففي حين أن القيادة السعودية بادرت بدعم تفكيك تلك الحقبة عبر تعريتها بكافة الوسائل، إلا أن ما يجيء في هذه الحرب يستدعي وقفة لقراءة المشهد بكل ما فيه، بذات الشجاعة التي تحملها قيادات سياسية سعودية وإماراتية ومصرية قررت المضي في هذه المعركة حتى الانتصار.
من الأهمية بمكان فتح الملفات حول الأحداث والشخوص الذين صنعوا كتلة الشر، وفي هذا السياق كان السعوديون مبادرين أولاً، وقبل غيرهم، في فتح ملف حادثة الحرم المكي عام 1979، ليس فقط من خلال الأعمال الدرامية بل من خلال ندوات خصصت لتناول الحادثة ومسبباتها وكذلك توابعها.
فحادثة الحرم لم تكن سوى منعطف غيّر وجه المنطقة وأحدثت تحولات أفرزت ما يسمى (الصحوة الإسلامية) وبمعنى أدق اختطف الإسلام من تلك الحادثة الشيطانية.
آخر ما يمكن تصوره في سياق هذه المعركة مع كتلة الشر أن يخرج منّ يدافع عن جهيمان وأتباعه في توظيف شرير لحادثة خطيرة انتهكت حرمة البيت الحرام في الشهر الحرام، وما عرضته قناة «الجزيرة» في برنامجها (ما خفي أعظم .. جهيمان من زاوية أخرى) أراد أن يجعل من جهيمان شخصية مظلومة، ويحاول تبرئته من الإرهاب تحت ادعاءات واهمة وتوظيف مقيت بغرض الإساءة إلى القيادة السعودية في تصفية حسابات سياسية لا مكان لها في حادثة إجرامية منكرة.
جهيمان تشرب من الأفكار المتشددة التي زرعها حسن البنا وسيد قطب كأصحاب تيار نشأ على الكراهية وكان منذ بدأ تنظيم «الإخوان» ساعياً لإسقاط الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع ليست في مواضعها، بغرض حرف مسار الإسلام وتسخيره لتيار انحرفت عقيدته، فانحرف في كافة توجهاته من بعد ذلك.
تحويل الإرهابي لضحية باعتبارات التوظيف السياسي يعد ارتماء في محور الشر، وهذا فعل مشين من الصعوبة تمريره على مجتمعات أدركت تماماً أن لا مكان لها بين مجاهيل القرون الوسطى، حين كان الجهل سائداً على حساب العلم والعقل، فكيف يُراد أن يكون جهيمان ضحية، وهو والذين خَلِفوه كعبدالله عزام وأسامة بن لادن والزرقاوي والبغدادي كلهم شربوا من معين واحد، واستباحوا الدم الحرام، وجعلوا من سماحة الإسلام شرورا ومخاوف فتحولت معهم الأوطان إلى دمار بأفكارهم الخبيثة.
(قد) يكون جهيمان ضحية الجهل وتسليم عقله وعقول أتباعه لدعاة أبواب جهنم، قد يكون هذا هو الصحيح إنْ شاءت قناة «الجزيرة» البحث الاستقصائي الموضوعي في معرفة كيف يسوغ الجهل عندما يتمسك برأس أحدهم إلى استباحة البيت الحرام، واتخاذ حُجاج بيت الله تعالى رهائن، هنا فقط يمكن البحث في المسببات العقلية للوصول إلى هذا الاستحكام بمشاعر إنسان فقد كافة القيم في سبيل خرافة شيطانية.
الخطر الحقيقي ليس في اعتلاء يوسف القرضاوي أو غيره من المنحرفين عقائدياً منابر المساجد بل في وجود منابر أخرى تسوغ لفتاوى القتل واستباحة الحرمات من أعراض وأوطان، قنوات الأخبار عندما تتحول لمنابر تبرير الأفعال الشريرة تكون أخطر بكثير من مجرد أدوات قتل وألغام متفجرة، وما حدث في سنوات الجحيم العربي في سوريا والعراق وليبيا واليمن ليست ببعيدة عن دور تلك المنصات الإعلامية وما قامت وتقوم به من دون حسيب أو رقيب، بل الأخطر من ذلك كله أن إنفاقاً باذخاً عليها في تمويل صارخ لإرهاب عابر للأوطان.
معركة الأمير محمد بن سلمان ضد تيارات الشر «الإسلاموية» معركة لا تقبل أنصاف حلول وهو كواحد من قادة هذه الحرب يدرك قبل غيره أنها معركة النور ضد الظلام، ومعركة الخير ضد الشر، وأنها معركة مفتوحة على كافة الاحتمالات بما في ذلك تحويل جهيمان والبغدادي وسليماني إلى ضحايا وتقديمهم للجهلة على أنهم لم يكونوا يضمرون شراً وأنهم حاملو مشاعل النور في حين أنهم قتلة مجرمون.
في أربعة عقود كانت هي زمن «الصحوة»، تأخرت بلدان وشعوب عن ركب التنافسية الأممية، وأُخضعت أجيال لأفكار غبية وقدست أشياء منكرة ليست شيئاً بغير أن المجتمعات العربية سلمت عواطفها وأغلقت عقولها، فكان الحصاد خراباً هائلاً ضرب المنطقة التي تعطلت وأصبحت منتجاً للأزمات بعد أن كانت هذه المنطقة منتجة للأديان والأفكار المضيئة، هذا الواقع الصعب لم يأتِ إلا بعد أن تُرك الأمر لدعاة الشياطين ليعبثوا بعقول البشر، ومن العبث أن تترك منابر الشياطين ومنصاتهم الإعلامية بدون مساءلة ومحاسبة، فهل سينتظر كثيراً وزراء الإعلام العرب على تبعات ما تبثه تلك المنصات من تضليل وشرور أم أن لهم وقفة تتوازى وهذه المعركة المفتوحة؟
ما يستدعي النظر إلى هذه الحرب ضد دعاة الشر، هو التوظيف والإسقاطات لأحداث وشخصيات صنعت خلال عقود مضت هذه الكتلة من الأفكار المتصلبة، ففي حين أن القيادة السعودية بادرت بدعم تفكيك تلك الحقبة عبر تعريتها بكافة الوسائل، إلا أن ما يجيء في هذه الحرب يستدعي وقفة لقراءة المشهد بكل ما فيه، بذات الشجاعة التي تحملها قيادات سياسية سعودية وإماراتية ومصرية قررت المضي في هذه المعركة حتى الانتصار.
من الأهمية بمكان فتح الملفات حول الأحداث والشخوص الذين صنعوا كتلة الشر، وفي هذا السياق كان السعوديون مبادرين أولاً، وقبل غيرهم، في فتح ملف حادثة الحرم المكي عام 1979، ليس فقط من خلال الأعمال الدرامية بل من خلال ندوات خصصت لتناول الحادثة ومسبباتها وكذلك توابعها.
فحادثة الحرم لم تكن سوى منعطف غيّر وجه المنطقة وأحدثت تحولات أفرزت ما يسمى (الصحوة الإسلامية) وبمعنى أدق اختطف الإسلام من تلك الحادثة الشيطانية.
آخر ما يمكن تصوره في سياق هذه المعركة مع كتلة الشر أن يخرج منّ يدافع عن جهيمان وأتباعه في توظيف شرير لحادثة خطيرة انتهكت حرمة البيت الحرام في الشهر الحرام، وما عرضته قناة «الجزيرة» في برنامجها (ما خفي أعظم .. جهيمان من زاوية أخرى) أراد أن يجعل من جهيمان شخصية مظلومة، ويحاول تبرئته من الإرهاب تحت ادعاءات واهمة وتوظيف مقيت بغرض الإساءة إلى القيادة السعودية في تصفية حسابات سياسية لا مكان لها في حادثة إجرامية منكرة.
جهيمان تشرب من الأفكار المتشددة التي زرعها حسن البنا وسيد قطب كأصحاب تيار نشأ على الكراهية وكان منذ بدأ تنظيم «الإخوان» ساعياً لإسقاط الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع ليست في مواضعها، بغرض حرف مسار الإسلام وتسخيره لتيار انحرفت عقيدته، فانحرف في كافة توجهاته من بعد ذلك.
تحويل الإرهابي لضحية باعتبارات التوظيف السياسي يعد ارتماء في محور الشر، وهذا فعل مشين من الصعوبة تمريره على مجتمعات أدركت تماماً أن لا مكان لها بين مجاهيل القرون الوسطى، حين كان الجهل سائداً على حساب العلم والعقل، فكيف يُراد أن يكون جهيمان ضحية، وهو والذين خَلِفوه كعبدالله عزام وأسامة بن لادن والزرقاوي والبغدادي كلهم شربوا من معين واحد، واستباحوا الدم الحرام، وجعلوا من سماحة الإسلام شرورا ومخاوف فتحولت معهم الأوطان إلى دمار بأفكارهم الخبيثة.
(قد) يكون جهيمان ضحية الجهل وتسليم عقله وعقول أتباعه لدعاة أبواب جهنم، قد يكون هذا هو الصحيح إنْ شاءت قناة «الجزيرة» البحث الاستقصائي الموضوعي في معرفة كيف يسوغ الجهل عندما يتمسك برأس أحدهم إلى استباحة البيت الحرام، واتخاذ حُجاج بيت الله تعالى رهائن، هنا فقط يمكن البحث في المسببات العقلية للوصول إلى هذا الاستحكام بمشاعر إنسان فقد كافة القيم في سبيل خرافة شيطانية.
الخطر الحقيقي ليس في اعتلاء يوسف القرضاوي أو غيره من المنحرفين عقائدياً منابر المساجد بل في وجود منابر أخرى تسوغ لفتاوى القتل واستباحة الحرمات من أعراض وأوطان، قنوات الأخبار عندما تتحول لمنابر تبرير الأفعال الشريرة تكون أخطر بكثير من مجرد أدوات قتل وألغام متفجرة، وما حدث في سنوات الجحيم العربي في سوريا والعراق وليبيا واليمن ليست ببعيدة عن دور تلك المنصات الإعلامية وما قامت وتقوم به من دون حسيب أو رقيب، بل الأخطر من ذلك كله أن إنفاقاً باذخاً عليها في تمويل صارخ لإرهاب عابر للأوطان.
معركة الأمير محمد بن سلمان ضد تيارات الشر «الإسلاموية» معركة لا تقبل أنصاف حلول وهو كواحد من قادة هذه الحرب يدرك قبل غيره أنها معركة النور ضد الظلام، ومعركة الخير ضد الشر، وأنها معركة مفتوحة على كافة الاحتمالات بما في ذلك تحويل جهيمان والبغدادي وسليماني إلى ضحايا وتقديمهم للجهلة على أنهم لم يكونوا يضمرون شراً وأنهم حاملو مشاعل النور في حين أنهم قتلة مجرمون.
في أربعة عقود كانت هي زمن «الصحوة»، تأخرت بلدان وشعوب عن ركب التنافسية الأممية، وأُخضعت أجيال لأفكار غبية وقدست أشياء منكرة ليست شيئاً بغير أن المجتمعات العربية سلمت عواطفها وأغلقت عقولها، فكان الحصاد خراباً هائلاً ضرب المنطقة التي تعطلت وأصبحت منتجاً للأزمات بعد أن كانت هذه المنطقة منتجة للأديان والأفكار المضيئة، هذا الواقع الصعب لم يأتِ إلا بعد أن تُرك الأمر لدعاة الشياطين ليعبثوا بعقول البشر، ومن العبث أن تترك منابر الشياطين ومنصاتهم الإعلامية بدون مساءلة ومحاسبة، فهل سينتظر كثيراً وزراء الإعلام العرب على تبعات ما تبثه تلك المنصات من تضليل وشرور أم أن لهم وقفة تتوازى وهذه المعركة المفتوحة؟