أمين الوائلي يكتب:

حقائق عارية: من يحاصر من في اليمن؟

يوم آخر مر بدون انترنت. تشابهت الأيام مؤخرا بهذه الطريقة.

معظم اليمن ومعظم اليمنيين محاصرون هكذا في أهم وكل وسائل الاتصالات والتواصل.

انهم الحوثيون أصحاب السلطة والأفضلية والمقدرة والقرار ويفعلون ما أرادوا وسيفعلون كل ما يريدون طالما تركت لهم مفاتيح وسلطات وأدوات التحكم والسيطرة وخنق اليمنيين وعزلهم واليمن عن العالم.

تباع الحقائق بأثمان بخسة أحيانا.

لكنها تعرض الآن بالمجان ويأباها الناس أو بالأصح يتجاهلونها ويهربون من مواجهتها. 

لماذا تركت كل وأهم وأخطر السلطات والخدمات والموارد والأسلحة الاستراتيجية بيد الانقلاب يا شرعية؟

لن تحصل على اي إجابة. لأن لا أحد سيعبأ بالحقائق وهي تعرض بكثرة وبالمجان ولا يقتنيها أحد.

الأكاذيب مطلوبة لذاتها ومطلوبة بكثرة ومطلوبة بكميات استراتيجية. قل إن الشرعية تنتصر، مثلا. حارب على جبهة المعنويات المفترضة في جبهة مفترضة وعالم افتراضي. اكذب بكل ما تقدر من تماسك وحذاقة ومن وطنية مملحة. 

تقتضي المهزلة أن يقال قدما ودائما عكس ما يحدث وخلاف الحقائق، حفاظا على الخونة والفاشلين الذين يسمسرون بالشرعية وبالقضية وبالمصير. 

لا أحد أو طرف، يخدم الحوثيين ويزيد في مكاسبهم وتسلطهم وتمكنهم، أكبر وأفضل وأكثر إخلاصا من (الشرعية) بيد فحامين وحاطبي ليل وأبطال هزائم وباعة قلاع وجبهات ومعارك..

المعركة المباعة والمصائر المضاعة تتكرس يوميات وجبهات وسلطات وخيبات وخيانات وامتيازات ومكاسب تصب في رصيد وطاقة المليشيات. المليشيات التي لم تكن قوية إلا بمقدار ما سمح وأتاح ضعف الطرف المقابل، ولم تصر أقوى إلا بتنازلات وخدمات جزيلة من شرعية مختطفة حولها السارقون إلى أهون من مليشيات لتكسب المليشيات التي تحتكر عوامل وأدوات ومداخيل سلطات وقوة وتحكم وتمويل وسيطرة.

هناك من عمل بكل بد لاستبقاء السيطرة والتحكم امتيازا بيد الحوثيين طوال خمس سنوات.

(يقال إن مكتب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في الشرعية التي يرعاها التحالف ويدعمها العالم يتصل بوزارة الحوثيين للاستفسار حول انقطاع خدمة النت عن مكتب معالي الوزير ويلتمس إعادة الخدمة للأهمية على صلة بمعركة استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب!)

الشهران الأخيران كانا الأكثر وضوحا في إعطاء الإفادات النهائية على جبهات الحرب والمصائر والصراع، عسكريا واقتصاديا وتقنيا واتصاليا.

بعد خمسة أعوام النتيجة هي أن المليشيات تحاصر اليمنيين واليمن.

الاتصالات والانترنت وكل ما يرتبط وتعلق بها ويقوم عليها من الإعلام وحتى المكالمات العادية والنشر والتواصل الاجتماعي وحرب المعلومات والمنصات والمعنويات وحتى الأثر الذي سيقع على المواطن العادي وعامة اليمنيين والرأي العام.

،،،

لكن، لا يخلو الأمر من تعويض استراتيجي في المقابل يتهدد الانقلاب ويكافئء صبر اليمنيين الخرافي بانتظار النصر.

على سبيل المثال وكما في صورة موزعة بعناية في الشبكات والمنصات الاجتماعية، المسوري صافح الحزمي..

وانت حسابك معك..