عادل المدوري يكتب:

شبوة.. مفترق الطرق

التطورات الميدانية في محافظة شبوة سترسم مستقبل الجنوب وملامح ومآلات المرحلة القادمة، فمنذ أحداث أغسطس 2019، وطرد الحكومة اليمنية الواجهة السياسية لحزب الإصلاح "إخوان اليمن" من عدن وثم إجتياح آل طعيمان وقوات الإصلاح لشبوة، وحتى اليوم ماتزال شبوة تعتبر شوكة الميزان لكلا الطرفين.

 

عندما غزت جحافل قوات حزب الإصلاح وآل طعيمان شبوة أعتمدت على الجماعات المتطرفة والإرهابية من القاعدة وداعش، وهو ما لم يعد اليوم خياراً ناجحاً، بعد سقوط القناع عن الحكومة اليمنية وظهورها أمام العالم بأنها متورطة بدعم الإرهاب وبدا واضحاً إن الإرهاب مصدره معسكرات الحكومة اليمنية في مأرب والبيضاء والجوف وحضرموت، وبذلك تكون قوات حزب الإصلاح في الحكومة قد خسرت أهم ورقة مهمة أعتمدت عليها في حربها على الجنوب طوال العقود الماضية.

 

العالم أدرك خطورة هذه القوات المتأسلمة خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وبعض الدول الأقليمية، وكان أبناء الجنوب يعدوا العدة لإخراجهم بالقوة من شبوة، إلا إن دعوة المملكة العربية السعودية لأطراف الصراع للحوار في جدة، والخروج بإتفاق الرياض، قد أجل قضية تحرير شبوة، وفتح الباب أمام الحلول السلمية، وقد منحت قوات حزب الإصلاح فرصة كافية كي تتخلى عن العنف وإراقة مزيداً من الدماء وتحترم إرادة الشعب، إلا إن الفرصة أضيعت بعد إنتهاء المدة الزمنية لإتفاق الرياض دون ان تنفذ منه شيء.

 

الأهم من ذلك كله إن حزب الإصلاح اليوم بات يدرك بان التطورات تتجه نحو تحرير شبوة، ومشرع الإخوان وأحلام الخلافة وعودة الإمبراطورية العثمانية، ستدفن في رمال شبوة، وسيتم القضاء على بيادقه، وإبعاد مشروع قطر وتركيا عن الجنوب.

 

 وقد يكون المشهد في شبوة أمام خيارين لاثالث لهما وهما :

 

◼ الاول إنسحاب قوات حزب الإصلاح من شبوة وأبين وحضرموت بحسب ما نص عليه إتفاق الرياض إن تم تمديده أو بإتفاق آخر، ومعهم يتم إخراج التنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش.

 

◼ والخيار الثاني أن تكون شبوة وحضرموت والمهرة مسرحاً عسكرياً وحربا مفتوحة تواجه فيه قوات الإصلاح مدعومة من محور الشر الإخواني قطر وتركيا من جهة، والجنوبيين وبدعم جزئي من التحالف العربي من جهة أخرى.

 

 وفي الخيار الثاني لا أضن إن قوات حزب الإصلاح قادرة على الدخول في مثل هذه المواجهات لأنها ستخسر المعركة.

 

مهمة تطهير شبوة من الجماعات الإرهابية وبحسب المؤشرات والتحركات الدبلوماسية آتية لا ريب فيها لكن التوقيت الزمني لا احد يعرف متى ساعة الصفر.

 

لذلك معركة شبوة ستكون مفترق طرق ومفصلية ليس للجنوب فحسب بل وللأزمة اليمنية بشكل عام، وستشهد الحرب في اليمن تغيرات ملموسة ومهمة على صعيد التسوية السياسية ومفاوضات الحل النهائي باليمن، بعد حسم الوضع في شبوة.

وان غدا لناظره قريب.