حميد طولست يكتب:
كورونا بين أسئلة بقال الحومة وأجوبته !!
وقفت ببقالة الحاج حماد ، مد يده لمصافحتي بإبتسامته العريضة ، بادلته الابتسامة محركا يدي من بعيد دون أن امدها لمصافحته كالمعتاد ، تجهم وجهه وخاطبني متسائلا : "مالك علاش زعما ما تسلمش عليا ، واش فيا الجدام"؟؟
قلت حاشا لله آلسي حماد ، إنما أطبق اجراءات السلامة لإتقاء شر فيروس كورونا ، الذي انتشر في العالم ، وأنفذ تدابير الوقاية من خطره الداهم ، الذي بات سيفاً مسلطاً على كل الرقاب ، والذي لاشك أنك سمع بأخباره المتصارعة والمتسارعة والمتسرعة التي ملأت الأرض والسماء .
هز الحاج حماد رأسه مستغربا : كيف لم اسمع به في خظم هرج ومرج حديث الناس الذي لا ينقطع ، حول أسبابه ، و أعراضه ، و سبل الوقاية منه ، وما صاحبها من قلق وحذر وترقب وانتظار ما يمكن أن يأتي به من مصائب ، واستطرد قائلا: هون من روعك يا أستاذ ، فهذا الفيروس سيصبح -بإذن الله وجد ومهارت علماء الكفار العالية - جزء من ركام الذكريات التي سيطويه النسيان ، وتعود حياة الناس إلى طبيعتها ، كما حدث فيما مضى مع ما اجتاح العالم من أوبئة "بوطيار"الطاعون و"التيفوس" التيفويد والكوليرا الخطيرة ، الأمر الذي لن يتأتى إلا بشرط تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي عن مداهمة الناس بكل هذا الضخ الكبير والمتسارع في كم المعلومات المرسلة ، الذي يزيد هوس الخوف ، ويرفع نسبة التوتر لدى قرائها وروادها ومشاهديها، ويصيب الذين لا يتحملون مثل تلك والمنشورات الملأى بالفواجع والمآسي الإنسانية ، التي تصيبهم بعدوى المرض دون الإصابة به ، خصوصا مع غياب العلاج الشافي ، ولن يحدث إلا بشرط متابعتها لتطورات هذا الفيروس دون تهويل أوتضخيم ، والتعامل معها بالهدوء الذي يبعث على الراحة النفسية للمتابعين والمشاهدين ، ويرفع معنوياتهم ويعزيز إيمانهم بأنه "لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا" ، مع الأخذ بالأسباب والاحتياطات دون المبالغة ، والذي لن يتم بشرط أن يأخذ المسؤولون ، بمختلف درجاتهم ، أمور "كورونا" -الذي أصبح وباء عالميا- مأخذ الجد ، ويتهيئوا للأسوأ ، ويتحملوا أصحاب نظرية : "أن الوباء لا زال في مرحلته الأولى وستتخذ الإجراءات اللازمة في حينها" مسؤولية أي لامبالاة أو إهمال أو تقاعص في تطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية ، وتنفيذ قراراتها التي لا مناص منها ، ويؤدي إلى أي فاة تعتبر شرعا وقانونا قتلا عمدا يجازى المتسبب فيه ،بما جاء في سورة النساء "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93.
وختم الحاج حماد حديثه عن كورونا بهذا الدعاء :" اللهم احفظ المستضعفين والفقراء من هذا المرض الفتاك حتى لا يعانوا منه بسبب ضعف البنية التحتية لقطاع الصحة في بلادنا الذي ليس في قدرات الصين التي أنشأت في ظرف ثمانية أيام مستشفى يسع الالاف ، واللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه".