رئيس التحرير يكتب:
تأميم مطار عدن الدولي
مساء الجمعة كان مقررا أن تقلع رحلة من مطار عدن الدولي إلى مطار العاصمة المصرية القاهرة، إلا إن القوات السعودية، منعت مغادرتها المدرج وعاد المسافرون ادراجهم.
هذا التصرف اثار حفيظة المسافرين وكذا المسؤولين في مكتب اليمنية وسلطات المطار، الأمر الذي دفعهم للتواصل مع السلطات الرسمية في السعودية، لبحث أسباب المنع، إلا إن الأخيرة أبلغت مسؤولي طيران اليمنية التي تمتلك فيها السعودية النصف، "انه لم يكن هناك أي منع"، ليتبين إن المنع تم من قبل قائد القوات السعودية في عدن، الذي تصرف من رأسه وأوقف الرحلة.
تدارك المسؤولون السعوديون الأمر، فخرج السفير محمد آل الجابر لتوضيح الأمر، وبدلا من الإقرار بعملية المنع، خرج فجرا ليقول "إن الرحلات مستمرة" لتغادر الرحلة اليوم بعد أن عانى المسافرون الأمرين.
ما الذي يجري برب الكعبة..؟ هل كانت هناك فعلا نية لإغلاق المطار؟ لتنفيذ الأجندة الخبيثة التي يتم التخطيط لها؟ وما علاقة محاولة اغلاق مطار عدن الدولي بإعادة فتح مطار الريان في حضرموت والذي اغلق بعد اعادة تأهيله من قبل دولة الإمارات.. هل أراد "بريمر" أن يكون مطارا بديلا لمطار عدن الدولي؟.
هل يريد معالي السفير أن يأمم مطار عدن الدولي، على غرار تأميم مواطنه منازل المواطنيين في عدن، عقب الاستقلال الأولى.
وللمعلومية وليست تدقيقا في جينات أحد، ولكن أتسأل ما وجه الشبه بين ما قام به عبدالفتاح اسماعيل الجوفي سابقا عقب الاستقلال، وما يقوم به محمد آل الجابر الجوفي عقب التحرير.
للعلم، محمد آل الجابر مواطن سعودي من أصول يمنية تعود إلى محافظة الجوف التي استولى عليها الحوثيون مؤخرا، وعبدالفتاح اسماعيل، هو كذلك من الجوف، وانتقل والده للعيش في الحجرية بتعز، قبل أن ينتقل الفتى الصغير نجل الفقيه ورجل الدين اسماعيل الجوفي إلى عدن ليعمل في شركة مصافي عدن، كـ(فيتر بيب)، قبل أن يقدم نفسه كماركسي متطرف، والجميع يعرف تفاصيل تلك المرحلة جيداً.
لم يقتصر دور فتاح الجوفي عند التصفية والقتل لكل معارضي المشروع الذي كان يتبناه، بل كانت هناك جريمة ما يزال المواطن العدني يعاني آثارها إلى الساعة، وهي قضية تأميم المنازل ونهبها على ملاكها بالقوة.
فقد مواطنون منازلهم التي نهبت وأُسكن فيها مواطنون جلبهم فتاح اسماعيل من خارج عدن، في عملية يعرف سكان عدن والجنوب تفاصيلها الكاملة.
تذكرت للتو دور فتاح الجوفي، والدور الذي يقوم به آل الجابر، وهو دور يبدو بعيدا عن السلطات العليا في السعودية، لأنه لو حسبتها بقياس المصالح، لا مصلحة للسعودية على الأقل من فتح جبهة في عدن مع من يفترض إنهم حلفاء للتحالف العربي.
علمت من مصادر وثيقة إن قائد قوات السعودية في عدن، أنتهى الأسبوع المنصرم، من تسجيل "دفعة تجنيد هي الثانية"، لكن المستغرب في الأمر إن التجنيد يقوم به شخص يدعى "الصلوي" استبعد تجنيد شباب ينتمون إلى يافع وأبين ولحج، وقال لهم ان التجنيد "خاص بأبناء عدن".
كان متوقعا أن تغادر الدفعة الثانية الى مدينة الطائف السعودية أو معسكر في مأرب على متن طائرة من الخطوط العسكرية السعودية.
مصدر مسؤول في المطار تحدثت معه حول اصرار السعودية على استبدال حامية المطار بأخرى موالية لها ومن المجندين الجدد، قال "ما لم تستطع ادخاله عن طريق معبر العلم، ستحاول ادخاله عبر المطار" واغلق الهاتف.
أخيرًا هذه بلدنا، ونحن لسنا اتباعا او عبيدا لأحد، نحب الجنوب، مثل ما يحب السعوديون والقطريون والإيرانيون والاسرائيليون بلدانهم، بل ربما إننا نحب بلدنا أكثر ونتوق لها شوقا أكثر منهم للمعاناة الطويلة التي كافحنا من أجله.
والله من وراء القصد