سلمان المملكة والخليج والجزيرة العربية
الأزمة الراهنة التي تمر بها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتصاعد الدور الاقليمي والدولي للملكة العربية السعودية بشكل غير مسبوق تظهر بشكل واضح الدور الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين رجل الدولة والرجل المثقف المحب لرواد الفكر والثقافة الملك سلمان بن عبد العزيز
أعجبت به عند لقائي به وهو أمير لأَمَّارَة الرياض في يناير ١٩٨٠٠ حين كتبت حينها مقالاً في صحيفة الرياض السعودية عن الغزو السوفيتي لافغانستان في ٢٥ ديسمبر ١٩٧٩ وتعارضه مع القانون الدولي
حيث اتصل بي المرحوم تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض الذي ابلغني ان شخصية هامة قرات وأعجبت بمقالي وتريد مناقشتي حول مضمونه
وفعلاً ذهبت لمقابلته في الديوان الملكي في الرياض وفهمت حينها انه برغم مشاغله العديدة يتابع عن قرب كل ما ينشر عن المملك في الداخل اوالخارج وما له من علاقة بالامن الاقليمي والدولي
ولهذا كتبت في صفحتي في الفيس بوك حين تولي زمام الحكم في المملكة خلفاًللمغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز ذكرياتي عن لقائي به في تلك المناسبة النادرة بالنسبة لي رؤية زعيم عربي يهتم بكتابات احد المثقفين والكتاب العرب
ولاشك ان القيادي الذي يجمع بين الثقافة وإدارة الدولة ينعكس ذلك حتماًفي سياساته وفي توجه الدولة التي يتزعمها
١- سلمان المملكة
------------
اشير الي نقاط موجزة ومختصرة
إعادة زخم العلاقات التاريخية بالولايات المتحدة الامريكية التي شابها بعض الفتور في عهد الرئيس اوباما
الانفتاح علي علاقات وطيدة مع روسيا والصين الشعبية والذي تنبأت بدايتها قبل سقوط جدار برلين في ملف كتبته ونشر في الحياة والشرق الأوسط ومجلة ميد MEED البريطانية
وفي الداخل إطلاق للمرة الاولي مشروع طموح حول الرؤية السعودية 20300 الذي عرف بمشروع محمد بن سلمان
٢-سلمان والخليج العربي
-------- ---------
في ذكري العاشر من رمضان مع حرب أكتوبر ١٩٧٣٣ والتي ارتبطت بها قرارات الحظر النفطي العربي الذي نجح بفضل توافق الزعيمين الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس السادات
والان في الثلث الاول من رمضان قرارات المملكة وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن في قطع العلاقات ومقاطعة قطر للاسباب الذاتية لكل دولة من دول المقاطعة بغرض عزل قطر وجرها الي الانصياع الي الإرادة العربية والخليجية بدلا من تواطئها مع ايران التي تهدد الامن القومي الخليجي والعربي
ولعل المقارنة بين أزمة العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي السابقة والحالية تبين الاختلاف النوعي وحجم الاصطفاف الحالي ضد قطر عما كانت عليه في المرة السابقة التي كانت أزمة في إطار البيت الخليجي فقط وأصبحت الان في عهد سلمان ذات ابعاد عربية واسلامية
٣- سلمان والجزيرة العربية
-------------------
وهنا التقت ايضا توافق بين سلمان وهادي في إنقاذ اليمن من التمدد الفارسي والتعبأة العربية والإسلامية للدفاع عن الامن القومي العربي والإسلامي
في الخلاصة
----------
المؤمل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز العمل علي مساعدة ودعم حق شعب الجنوب المطالب بحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته وهي أمال معقودة عليه وعلي الرئيس هادي الذي اري ان عليه معرفة استغلال الظروف الحالية بأقصى حنكة وذكاء في دعم المؤيدين الحقيقين للشرعية وإعفاء الأطراف التي تلعب علي الحبليين
في السلطة الشرعية ذات الخطاب المزدوج كاالسياسة المزدوجة التي تمارسها قطر في علاقتها مع المملكة والخليج
وكما وضع سلمان حداًلهذه الازدواجية القطرية هل بإمكان الرئيس هادي وضع حداً لازدواجية مواقف شخصيات بارزة علي رأس قيادة الشرعية
مؤملين في هذا الاتجاه ان تدعمه المملكة كما دعمته عسكرياً
وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم
الدكتور محمدعلي السقاف
بريطانيا ٧ يونية ٢٠١٧