أمين الوائلي يكتب:
المليشيات في سوق الحرب والغرب!
منذ الحرب العالمية الثانية، أكثر مناطق العالم استخداماً/ استهلاكاً للأسلحة وأكثرها حروباً: الشرق الأوسط وإفريقيا.
انحصرت حاجة العالم الأول إلى هذه الشعوب كزبائن للأسلحة ووقود لتحريك المصانع وعجلة الاقتصاد.
حروب عالم ما بعد العولمة والطفرة التقنية تأخذ أشكالاً أخرى، اقتصادية وتكنولوجية ودقيقة.
ما عدا في مناطق استهلاك الأسلحة والذخائر وإهلاك الثروات والمقدرات والإنسان. الشرق الأوسط والعربي تحديداً. ثم إفريقيا.
هذه مناطق ثروات طبيعية تقوم عليها صناعات واقتصادات الدول الصناعية المتقدمة. وهي أيضاً مناطق استهلاك منتجات مصانع الأسلحة والذخائر.
الحروب والنزاعات العنيفة هدف بحد ذاته.. عليها يقوم ويعتمد جزء كبير من اقتصاد التصنيع والإنتاج.
إنتاج المشاكل والجماعات المنتجة والحاملة للعنف والعاملة في تدوير الصراعات والحروب، غاية بحد ذاتها، وتتقاطع مع أهداف إنتاج الأسلحة وتشغيل المصانع، كأهم مصادر الدخل ودعم الميزانيات والاقتصادات٠
العالم الذي ينتج الأسلحة وينتج الحروب كأسواق لاستهلاك منتجاته من الأسلحة، هو العالم الذي يخصص جزءاً من ناسه للعمل كحركات مناهضة لتجارة الأسلحة وينخرط سياسيوه كسماسرة حقوق إنسان وفض نزاعات.
المليشيات والعصبويات العنفية الاثنية والعقدية والقوميات العرقية والطائفية بأشكالها، منتجات مثلها مثل الأسلحة والذخائر، يحتاج إليها العالم المتقدم والمتوحش والمتطور لتحريك السوق والاقتصاد.
واهم من يعتقد أن هذا العالم سوف يسمح بإنهاء حروب أو حل أزمات وتجفيف نزاعات، بالاعتماد على نصائحه ووصاياه.
تهشيم الدول والممالك والأنظمة وإضعافها لحساب المليشيات والعصابات التي استقوت على نحو غريب بأسلحة الغرب لمواجهة ترسانة أسلحة الغرب لدى الدول والحكومات المتحالفة والمعتمدة على الغرب!
والآن اسألوا أنفسكم: أية عقليات تلك التي تدير هذه الحرب، دون أن تحسم معركة واحدة، وتتحرى كل ما من شأنه إكساب المليشيات صيتاً، وتقييد كل قوة ممكنة في مواجهتها؟!