نصر هرهرة يكتب:
تعدد الكتابات ومضامينها
كتابات تنتشر في كل الأرجاء أغلبها عشوائية لا تنم عن تفكير عميق بل مجرد تسجيل حضور أو ثرثرة لا تحمل معنى ولا فكرا ولا تستند إلى مرجعية أو خلفية سياسية وثقافية، بعضها تستنكر تجاهل القضية الجنوبية في رؤية الحوثة المقدمة للأمم المتحدة وكأنها كانت تتوقع أنهم سيقدمون لنا الجنوب على طبق من ذهب، والبعض الآخر يعتبرها وثيقة للحل النهائي، وكأن المجلس السياسي لأنصار الله هو مجلس الأمن الدولي الذي بيده البند السابع! وبعض الكتابات تأتي من خلفية تعتقد أن إعلان التحالف لتعليق العمليات العسكرية لمدة أسبوعين وكأنه اتفاق بين الحوثي والتحالف وتجاهل للشرعية بينما ديباجته تقول أنه استنادًا لقبول الشرعية لمبادرة الأمم المتحدة ودعما لهذه المبادرة، وتأتي بعض الكتابات لتتساءل: ماذا سيكون موقف الشرعية؟ وكأنه لا يعلم أن الشرعية هي من قبلت المبادرة أولا وأن التحالف بنى على موقفها، أما الأدهى من ذلك أن كتابات عدة تتحدث عن أن التحالف باع الجنوبيين وغدر بهم يعتقد أن الحرب ستستمر إلى الأبد أو كان هذا الوقف للحرب لمدة أسبوعين (هي فترة الحضانة لفيروس كورونا) هي الحل النهائي للحرب في اليمن، صحيح نحن على أعتاب نهاية العملية العسكرية (الحرب) وأهم سبب ذلك أن الحرب لم تعد تحقق أي نتائج لأي طرف أي أن فرض إرادة أي طرف بالقوة قد عجزت تمامًا وتحولت إلى حرب استنزاف ودمار وأثقلت كاهل الناس وخصوصا الفئات الضعيفة وحولت الاقتصاد إلى اقتصاد حرب وظهرت فئات مستفيدة من استمرار هذه الحرب هم أمراؤها.
الاكثر من ذلك أن البعض يكتب أن الحوثي مستمر في التحشيد وإطلاق الصواريخ خارقا وقف إطلاق النار وهذا ينم عن عدم إدراك أن التحالف أعلن تعليق العمليات من طرف واحد ودون شروط لأنه ليس اتفاقا بين طرفي الحرب، صحيح هناك غزل بين الأطراف تديره الأمم المتحدة والكبار لكن لم ينضج بعد إلى مستوى أن يكون اتفاقا موقعا.
البعض يتكلم عن موقع الجنوب بين الأطراف وكأنه لا يدرك أن هناك اتفاقا وقع في الرياض وأن الجنوبيين (المجلس الانتقالي) باعتباره جزءًا من الشرعية أي يمتلك الشرعية في الجنوب سيكون ضمن وفد الشرعية للعملية السياسية برؤيته الخاصة للحل الشامل وحل قضية الجنوب.