وهيب الحاجب يكتب:
الشرعية.. شهادة الوفاة من أبين وتصريح الدفن في عدن
الشرعيةُ اليمنية باتتْ في أضعفِ حالاتها عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً، فَشِلَ جيشُها في تحقيق أي تقدمٍ عسكري في الشمال وأُخرجتْ من الجنوب “مكسورة الناموس”، مراكزُ القوى والنفوذ بداخلها قوّضتْ كل الفرص لحفظ ماء وجهها القبيح، فبين اتفاقي استكهولم والرياض أثبت عرافو الشرعية أنهم ليسوا رجال سياسة، وبين معركتي معاشيق بعدن وحروب مأرب والجوف بالشمال برهن دجالوها أنهم ليسوا رجال حرب، وبين العبث المليشياوي في شبوة وتعز تتأكدُ الحقائقُ بأن الشرعيةَ مجردُ لفيفٍ من اللصوص وتجار الحروب وشلة جُمعت عنوةً من أيدولوجيات متباينة لتُستخدم كأدواتٍ تنفّذُ أجنداتٍ معينةً.
الحديثُ عن تحشيدٍ عسكري ومخطط لاقتحام العاصمة عدن لا يعدو كونه “بروباجندا” وحربا نفسية، الغرض منه إحياءُ هذه الشرعية المترهلة وإعادة تدويرها بعد أن صارت نفايةً لفظتْها السياسةُ وكسرتْ شوكتَها فوهاتُ البنادق شمالاً وجنوباً. الشرعيةُ، بمدلولها كنظامٍ سياسي وحكومة وجيش، انتهت فعليا، ولم يعدْ منها سوى صورةٍ نمطية يستخدمها التحالف العربي غطاءً لاستكمال عملياته في اليمن، وقشةٍ يتمسّكُ بها تجارُ الحروب وزعماءُ الأحزاب اليمنية والتنظيمات المتطرفة الحالمون بإعادة احتلال الجنوب تحت شعارها.
تحريكُ أي قوة عسكرية من مليشيات حزب الإصلاح والقبائل اليمنية المرابطة في شقرة باتجاه زنجبار ستُكسر لا محالة، ولن يكونَ مصيرُها إلا الفناء والنهاية، سواءً على أبواب المدينة أو بداخلها.. لن يجدَ الغزاة أمامهم وعن شمائلهم وأيمانهم ومن خلفهم إلا باروداً وناراً، وزلازلَ من تحت أقدامهم؛ فزمنُ الاستقواء والمراهنة على الشتات الجنوبي انتهى إلى غير رجعة، وزمن مواجهة الرصاص بصدور عارية ولّى وآتى أُكُلَه، وحانتْ مرحلةُ كسر الحديد بالحديد ومواجهة النار بالنار والرصاصة بمثلها، فللجنوبِ اليوم جيشٌ نظامي وتشكيلات عسكرية مدربة ومتخصصة، وله مقاومة أثبتت كفاءتها ووطنيتها، وشعبٌ سيتحوّل إلى مقاومةٍ وسيحملُ السلاح.. أيُّ مغامرةٍ عسكرية من هذا النوع هي -لا محالة- شهادةُ وفاة سيصرفها الانتقالي للشرعية، ويؤخّر التحالف تصريح الدفن إلى حين يستكمل مبتغاة!!
التحشيدُ الإخواني والتهديد والوعيد ما هو إلا صراخٌ على قدر الألم الذي تستشعره الشرعية من وطأة المشروع الجنوبي وصلابته وثباته على الأرض وتعاطي المجتمع الدولي معه.. صراخٌ ناتج عن رهبةٍ ومخاوفَ من تحرك القوات الجنوبية لطرد الغزاة من أبين وشبوة ووادي حضرموت.. عويلٌ تهدف منه الشرعية إلى تدخّل التحالف لمنع أي تقدم لقوات الطرفين؛ لتحافظَ على مواقعِها في أبين وشبوة، بعد أن شعرتْ أو استشعرت جدّية جنوبية لتحرير هذه المناطق.
كلُّ محاولاتِ الغزو والاحتلال ستُهزمُ في أبوب عدن، وستتحطمُ على صخرة المشروع الوطني الجنوبي، وستمرغ أنوفُ قادتها تحت نعال الإرادة الشعبية الجامحة نحو الحرية والكرامة والاستقلال.. عدن بما تمتلكه من ترسانةٍ عسكرية وبيئة رافضة لمشاريعِ الغزو والاحتلال ستتحولُ إلى براكينَ وستغدو مديرياتها قطعاً من اللهب تلفحُ وجوهَ الغزاة ومَن ناصرهم من “القوادين” وبائعي الأوطان.. فلا خوف ولا جزع!!