فتاح المحرمي يكتب:
نكبة عدن .. والمشاريع السفري
ما حدث اليوم في العاصمة عدن نكبه الحقت أضرار كبيرة وجسيمة، وهناك عوامل تراكمية ضاعفة الأضرار جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدن صباح وظهر اليوم.
وأبرز هذه العوامل هشاشة البنية التحتية، التي نتجت عن فساد وافساد السلطات المتعاقبة، ويوم عن يوم تكشف الظواهر الطبيعي عن عورة السلطات ومشاريعها التي يمكن أن نقول عنها أنها مشاريع (سفري)، والمؤسف أنه يتم صرف مبالغ خيالية على تلك المشاريع.
وليست الشوارع والازقة والحوافي والحارات والمنازل والممتلكات هي من تتضرر جراء الأمطار نظرا لعدم وجود تصريف سليم للمياة، وكذا عشوائية التخطيط، بل حتى المؤسسات الخدمية كالكهرباء والمياة تتضرر من الأمطار وتتعطل مصالح الناس وتغيب الجهات المعنية عن القيام بواجبها.
والعامل الآخر أن التعاطي من قبل الجهات المعنية يكون مؤقت وقت الكارثة، بل إنه تعاطي فقط من أجل كسب مادي على حساب الكوارث، ولا يحدث تعاطي وتجاوب فعلي، ومن ثم لا يتم وضع احترازات مستقبلية.
ويضاف إلى ذلك التساهل والتهاون حيال ما استحدث من بناء عشوائي لمدن بأكملها، وكذلك البناء في الجبال والمتنفسات والمخارج ومجاري السيول، فمنذ عقود والبناء العشوائي يتوسع على حساب المدينة الحضرية.
وهناك العديد من العوامل المساعدة في تضاعف أضرار الأمطار في عدن، ومع ذلك فإن الشيء المؤسف والكارثي أن النكبه سوف تتكرر مستقبلا سيما والوضع كما هو عليه والعوامل نفسها ثابته ولا توجد توجهات لمعالجات إيجابية.
#فتاح_المحرمي
21/أبريل/2020م