فتاح المحرمي يكتب:

بالشواهد: معالجة ملف الاقتصاد.. صور وحبر على ورق

أمس الأحد الرئيس هادي، يسلم السفير السعودي، رسالة لولي العهد الامير محمد بن سلمان، حول العلاقات الاخوية الثنائية والمصيرية بين البلدين والشعبين الشقيقين في جوانبها المختلفة ومنها بصورة اساسية الاوضاع (الاقتصادية) الصعبة التي تمر بها اليمن… (1)

– وأمس الأحد – أيضا – رئيس الوزراء معين عبدالملك يعقد إجتماع وصف بالاستثنائي مع قيادة البن المركزي اليمني، وجمعية الصرافيين بعدن، وذلك للوقف أمام إنهيار العملة، ويتحدث اللقاء عن إجراءات ومعالجات للوضع (الاقتصادي)…(2)

– اليوم الأثنين عقدت الغرفة التجارية والصناعية بالعاصمة عدن، اجتماعًا استثنائيًا، وقفت خلاله على مجمل الأوضاع التي تشهدها البلاد قي الوقت الحالي، وحالة التدهور المتسارع الذي تشهده العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وما نتج عنه من اضطراب خطير في التجارة والصناعة، وطبعا خرجت الاجتماع بعدد من التوصيات والمقترحات لوضع حد للتدهور (الاقتصادي) المتسارع…(3)

– كذلك اليوم نظمت مؤسسة وجود للأمن الإنساني وبالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت – مكتب اليمن ” الندوة الثانية بعنوان ” السياسة المالية والنقدية للدولة منذ 2016 ” وتأثيرها على اقتصاد الحرب، وقدمت فيها أوراق عمل بحثية، وخرجت بعدد من التوصيات العاجلة حول الوضع (الإقتصادي) ومعالجتة… (4)

– اليوم – أيضا – وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم عبدالله السقطري، يعقد إجتماعا استثنائيا موسع في ديوان الوزارة، لبحث آلية عاجلة في سبيل التخفيف من آثار التدهور (الإقتصادي) وتبعات ارتفاع أسعار الوقود، بناءا على تكليف من رئيس الوزراء… (5).

رسائل واجتماعات ونقاشات وندوات، حكومية ومجتمعية وبحوث وتوصيات ومخرجات، كلها حول الاقتصاد .. وتسوق لان همها الاقتصاد.. ولكن النتيجة صفر .. والاقتصاد كل يوم ينهار والريال اليمني في النازل.

طبعا نماذج اليومين التى تم رصدها اعلاة، قد تكون إلى جانبها اهتمامات أخرى مماثلة غائبة عنا، وهي ليست بجديد على المشهد العام، ولكنها نموذج مكرر من اجتماعات وندوات سابقة تطل علينا برأسها، حين يتسارع تردي الوضع الإقتصادي وانهيار العملة.

 وقياسا على ذاك يمكننا القول أن كل الجهات التي تظهر نفسها ببذل جهود ومساعي لمعالجة الوضع الاقتصادي، هي أساس المشكلة او إنها لا تريد حلها، والا للمس الواقع الحد الأدنى من المعالجات التي تخرج بها منذ سنوات، وما التحرك الذي تقوم به إلا للتغطية على كونها جزء وأساس المشكلة، وفقط هو تحرك وجهد لتسجيل الحضور والتقاط الصور والترويج لانفسهم إعلاميا، اما الواقع فهو صفر وما يخرجوا به مجرد حبر على ورق.

فما الذي يمكن أن يعود بالنفع على الشعب، وجهود معالجة ملف الاقتصاد، صور وحبر على ورق، وسوف يبقى الوضع كما هو عليه، اذا لم يكن هناك تحرك جاد وضغط إقليمي وشعبي على أدوات الفساد والفشل في الشرعية اليمنية، ويكون التحرك أكثر فعالية من وجهة نظري اذا أتى عبر نقابات المؤسسات بمساندة شعبية، سيما والموظفين الذي تمثلهم النقابات هو من بين أكثر المتضررين من أنهار العملة، فمرتباتهم كل يوم تفقد من قيمتها مقارنة بالعملات الأجنبية.