إبراهيم مشارة يكتب:
رصاصة الرحمة
صفارات إنذار تدعو الناس إلى التزام البيوت وبدء سريان حضر التجول تشبه كثيرا صفارات الإنذار بهجمات الطيارين الألمان على لندن في الحرب العالمية الثانية وضرورة التجاء الناس إلى أماكن خاصة تحت الأرض معدة لاتقاء القنابل، وإغلاق كل دولة لحدودها وقرصنة في أعالي البحار لسرقة باخرة معدات طبية ومطهرات، والكل ينادي: نفسي نفسي ! إنها قيامة من نوع جديد وإن كان لها سوابق في تاريخ الأوبئة والكوارث فيحدثنا التاريخ كيف يقتل إنسان إنسانا آخر من أجل قطعة خبز وكيف تنمو المشاعر العدائية ضد الجار لأنه مصدر تهديد للحياة ،ذعر عالمي والتزام الناس بالحجر الصحي وملازمة الناس لشاشات التلفاز لالتقاط أخبار الوباء العالمي وعدد ضحاياه وعدد المصابين به وخارطة توزيعه في العالم ولا حديث للناس إلا عن الوباء ويبدو أن الأمر سيستمر زمنا ،ولكن ليس إلى الأبد فلكل أجل كتاب والأجل يعرفه ربما سادة العالم إن صح رأي من يعتقد أن وراء الأكمة ما وراءها.
فمنذ انهيار المعسكر الشرقي وبروز الرأسمالية كقوة عالمية وحيدة وفي طليعتها أمريكا تجذرت هذه الإيديولوجيا في شكل نظرية علمية أساسها نهاية التاريخ وصراع الحضارات وانفراد العالم الحر بقيادة البشرية نحو عالم الرفاه والحرية والحق الإنساني وهو الشكل الأمثل للاقتراب من اليوتوبيا وما عداه غير ممكن بل مستحيل ولذا انتهى التاريخ بانتصار الرأسمالية حسب زعمهم وأي اختلاف في مسار التاريخ بعد ذلك لن يكون إلا إيقاعات متناغمة على عزف واحد نوتاته الليبرالية،المبادرة الحرة، المناطق الحرة، حقوق الإنسان، حق الإجهاض، المثلية، حقوق الأقليات.......
بالنسبة لمن يرى أن هناك مؤامرة أو أن وراء الأكمة ما وراءها توقع كثير من الباحثين حصول حرب بالفيروسات وكونها حربا عالمية من نوع جديد والفرق الوحيد أن المحارب يوجه الرشاش إلى نفسه وإلى الآخرين في ذات الوقت وفق مبدأ تدمير الجزء للحفاظ على الكل فإذا كانت الحرب العالمية الثانية من أجل إنقاذ العالم من النازية والفاشية فهذه الحرب الجديدة من أجل إنقاذ الاقتصاد وخارطة الهيمنة ومراكز النفوذ وتوزيع القوى يتولى فيه الوباء دور القابلة التي تستولد رحم التاريخ المعاصر النظام الجديد ،ما من شك أننا قرأنا جميعا وسمعنا عشرات المرات من أفواه السياسيين والمثقفين عن ضرورة قيام نظام عالمي جديد باعتبار أن هذا النظام فقد صلاحيات وجوده . إن تصاعد قوى اقتصادية وإقليمية جديدة في شرق آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا والتطور التقني الرهيب والبرمجيات أدى بالأمر إلى التفاقم مما ولد عجز النظام الحالي على مسايرة الوتيرة السريعة للتطور التقني والعلمي والديمغرافي وبروز أقطاب صناعية أخرى في العالم.
يقول بعض الخبراء من الذين يرون أن وراء الأكمة ما وراءها إن مثل هذا الفيروس هو ما قد يحقق الهدف وبجدارة عالية بل قرأ الناس وشاهدوا أفلاما عن حرب بيولوجية محتملة وكأن هوليود كانت تعد العقول سلفا للأمر وبالعودة إلى الفيروس الجديد كوفيد 19 يقول العلماء إنه يقتل في مئة حالة مؤكدة ثلاثة ربما وهناك من لا يشعر به إطلاقا وهناك من يتعرض لأعراض خفيفة ثم يتعافى فالأمر متروك لقدرة الجسم ومناعته على طرد الفيروس فهو في النهاية لا يشكل خطرا على الإنسانية مادامت نسبة القتل فيه3 بالمئة ترى كم عدد الذين يحملون فيروس في اي اتش في العالم أليسوا بالملايين ؟ ومع ذلك لا نشعر بهذا التهويل الذي يصاحب فيروس كورونا مع أن فيروس في اي اتش قاتل مئة بالمئة وبالعودة إلى تاريخ ظهور الوباء وجغرافيته يبدو الأمر أكثر إلغازا وتعمية فلماذا منطقة ووهان تحديدا وليس منطقة أخرى في الصين مع أن الصينيين يعيشون مع الحيوانات ويأكلون الخفافيش في كل الصين وليس في ووهان وحدها أليس للأمر علاقة بمخبر الفيروسات في ووهان؟ وهل هناك قوى دولية نقلت الفيروس إلى ووهان لإلصاق التهمة بالصين مثلا أم أن الأمر مرتبط بخطأ غير مقصود أو مقصود من جهة ما؟ وما حقيقة مخبر التجارب البيولوجية في إحدى الولايات الأمريكية الذي أغلقته أمريكا بعد خطأ تسرب؟ولماذا نرى المرض يفتك بإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا دون غيرها من جيرانها الأروبيين ثم أمريكا وفي آسيا إيران تحديدا؟ ولم لا نرى النتائج نفسها في الدول الفقيرة ،هل هو مرض الدول الغنية العريقة في الرأسمالية فقط؟
تتبادل الاتهامات بين الصين وأمريكا فالصين تقول أن المرض ظهر في أمريكا أولا وجلبه الجنود الأمريكيون بينما تصر أمريكا على أن الفيروس صيني وفي ذلك محاولة للحط من الصين بإلصاق الفيروس بالصين تماما كما كان الطاعون الأسود في أروبا الذي راح ضحيته الملايين ملصقا باليهود فحيثما يضبط يهودي يقتل ،إن بعض الباحثين يشككون كثيرا في بعض المعلومات التي تضخها وسائل الإعلام في أدمغتنا ويدعون إلى التفكير بعيدا عن سيطرة الميديا والناطقين الرسميين باسم الحكومات ورأيهم يبقى وجهة نظر شخصية تحتمل الصدق أو نسبة منه كما تحتمل الخطأ أو نسبة منه ذلك أن الإنسان اليوم في خضم سيطرة الرأسمالية العالمية والشركات المتعددة الجنسيات وبروز العالم الرقمي والافتراضي وقدرتهما على توجيه الرأي العام والتحكم فيه وغسيل المخ بالدعاية والتضليل وخلق بؤرة للخبر – وهي عرضية- للتستر على قضايا أخرى يدعو إلى الشك في كل شيء.
صحيح يقول كثير جدا من العلماء إن تطوير الفيروس من قبل الإنسان بتعديل في جيناته أمر غير ممكن بل تطور طبيعيا ووجد حيوانا عائلا وكان هذا الحيوان هو الخفاش مثلما كان الجمل هو العائل في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومثلما كان القرد في فيروس في اي اتش وإذا كان هو الصحيح فما المانع من الاستثمار في هذا التطور الفيروسي وقد جاءت الفرصة على طبق من ذهب ممهورة بإمضاء الطبيعة هذه المرة؟
ثم لماذا يؤكد على أن اللقاح لن يكون جاهزا إلا في العام القادم؟فمن المفروض عدم التأكد من ذلك وربما جاهزيته قريبا جدا ولم يعجز العلم عن إيجاد لقاح ضد فيروس في اي اتش منذ الثمانيات وهو يفتك بالملايين لاحقا في حين يحدد موعد لقاح فيروس كورونا؟
هناك من لايثق في كثير من الحكومات في العالم وهي تتحدث عن فيروس كورونا ويشك حتى في إصابات بعض السياسيين الغربيين ويراها ربما من قبيل الدعاية لا غير لزيادة التأثير على الرأي العام حتى لا يشك أحد لأن إصابة الأغنياء والسياسيين تزيل الشكوك والادعاء بإصابتهم يستر كل شيء ولم يدخلون العزل ثم يخرجون؟
يبدو أن منظمة الصحة العالمية هذه المرة هي المنصة الدعائية التي تستخدمها تلك القوى لبث الذعر وتوجيه الرأي العام بدل أركان الحرب ولا مجال أمام المرء إلا ترقب الأرقام والجداول البيانية والمعلومات الإحصائية عن الهالكين والمحتملين والحاملين للفيروس ومن تماثل للشفاء وغير ذلك ولا مجال للتفكير وراء ذلك والمرء معذور فالذعر الذي يستولي على المرء يجعله ينصرف إلى التركيز على تلك المعطيات مادام الأمر قد مس المرء في أخص غريزة فيه وأكثرها أصالة وهي غريزة البقاء.
إن التجارب الأخيرة في العالم في نهاية القرن العشرين علمتنا أن كل رأي يصنع في مخابر خاصة وتتولى وسائل الإعلام والاتصال توجيه الرأي العام والتأثير فيه وصرفه عن قضايا أخرى مما حدا بكثير من النقاد والمعارضين للعولمة والهيمنة الإمبريالية تسمية الناس بالقطيع(ولا ننسى استعمال رئيس وزراء بريطانيا لهذا المصطلح أثناء حديثه عما أسماه مناعة القطيع) وليس في ذلك حط من شأنهم بل لبيان كيف تتصرف معهم حكوماتهم، من ينسى أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكيف تسارع العالم إلى إدانة الإرهاب والأصولية والإسلام دون أن يكلف نفسه عناء التفكير ولو دقيقة عن خلفية ذلك ومن المستفيد لقد رأينا بعد ذلك مباشرة شرق أوسط جديدا قوامه الكيانات التجارية والإثنيات والطائفيات وتدمير العراق وإعمال المبضع في الخريطة العربية تشتيتا وتمزيقا إلى اليوم؟
إذا عدنا إلى سنن الطبيعة وجدنا أن الأوبئة جزء من نظام الحياة ذاتها فطاعون جنستنيان في 541/542م فتك بعشرات الآلاف وطاعون عمواس في فلسطين في خلافة عمر بن الخطاب فتك ب 25000 مسلما منهم خيرة الصحابة كأبي عبيدة بن الجراح ،معاذ بن جبل وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وغيرهم ثم الطاعون الجارف والطاعون الأسود في أروبا في القرن الرابع عشر فتك بالملايين وفي بداية القرن العشرين فتكت الحمى الإسبانيولية ب70 مليون إنسانا بل إن الأوبئة تعود أحيانا بالخير فالطاعون الأسود في القرن الرابع عشر أدى إلى بداية النمو والازدهار الأروبي أي أن الانطلاق من الأزمة والبناء من الهدم وإذا كانت الطبيعة هي التي تتولى الهدم في الطواعين السابقة فلم لا يعاونها الإنسان ويلفق لها وباء يلصقه بها ويتم تصنيفه على أنه وباء عالمي أو لم لا تستغل هذه الجائحة الطبيعية العالمية لمصلحة الرأسمالية المأزومة ليتحقق البناء من الهدم والنمو من الكارثة ؟ وتتولى وسائل الإعلام توجيه الرأي العام وصرف الفكر عن أي شيء غير الخوف من العدوى وترقب البيانات الإحصائية ألم يقل تشومسكي ذات مرة"عامة الناس لا يعرفون ولا يعرفون أنهم لا يعرفون"؟
من مصلحة الإمبريالية التهويل والعويل لأن ذلك يصرف الناس عن التفكير في شيء آخر غير العدوى ولا مانع من أن يصلي البابا في الفاتيكان لوقف الفيروس ويوقف المسلمون العمرة والصلاة الجماعية في المساجد وربما شعيرة الحج ويتسابق الكتاب والوعاظ إلى الحديث عن الابتلاء الإلهي بل والعقاب من لدن السماء وكأن الإنسان يتعظ بالوباء ويتغير بعد المصيبة ؟ والله – جل شأنه - خلق الإنسان بيديه ويعرفه جيدا فهو لن يتغير وغريزة الشر متأصلة فيه لقد فتكت الطواعين بملايين الناس والحروب بملايين أخرى ومع ذلك لم يتغير الإنسان ظل يستغل أخاه الإنسان ويلفق ويكذب ويتعهر ويقتل بالسكين والصاروخ ويستغل الآخرين ويأخذ أرضا ليست له فمتى صلح الإنسان وحمدت سيرته وسريرته؟
يأخذ الأمر أبعاده الفلسفية في جريمة الإنسان الأولى على هذه البسيطة في قتل قابيل لهابيل إن ذلك يعني انفصاما في الذات الإنسانية فكل شخص هو قابيل وهابيل في ذات الوقت وكل نصف يقتل نصفه الآخر أو يطلب الثأر له أو يتباكى على دمه المسفوح إن هذه الجدلية في الذات الإنسانية هي عينها في المجتمع وفي السياسة أليست الحروب بين الدول تجسيدا فعلا لجريمة قابيل الأولى؟ وإذا كان قابيل قتل من أجل امرأة فالدول تقتل للهدف نفسه المتاع ،النفط ،الغاز، الثروات، الأموال فالأمر كما نرى نفسه فما المرأة إلا رمزانية المصلحة الشخصية.
إن الأخذ بيد النظام العالمي القديم ومعه الاقتصاد إلى غرفة الإنعاش وجعله يموت سريريا عبر فيروس كوفيد19 هو الحل لقيام نظام عالمي جديد يحقق الفيروس الخدمة بامتياز استثنائي فهو لا يقتل في الغالب إلا كبار السن ولذا وجب العزل الصحي وإغلاق المصانع والشركات والمدارس والمطارات وهو أمر يأخذ بالاقتصاد إلى الهاوية من أجل الرعاية الصحية للمسنين وحمايتهم من الموت – وهو أمر لا مجال للمزايدة فيه على آلام المسنين وعذاباتهم بل قلوبنا معهم ومع كل الضحايا- ولكن الهدف من وراء ذلك حجر الناس في البيوت ومنعهم من العمل وتتولى الدول صرف الرواتب وتوفير الأموال بآلاف المليارات من الدولارات وصولا إلى الإفلاس وإطلاق رصاصة الرحمة على النظام العالمي القديم ولسان حال كل قوة عالمية تقول:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها** كلاها وحتى سامها كل مفلس
حينها تقطع أجهزة الإعاشة عن النظام الميت سريريا ويبرز النظام الجديد الذي بانت معالمه ويقول الخبراء أن أول معالمه اختفاء النقود والاكتفاء ببطاقات الائتمان المصرفية وانقراض الشركات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة والمستقبل فيه لمن يملك الثروة العلمية والقدرة على إنتاج الفيروسات واللقاحات وباسم الأخطار الفيروسية المحتملة سيتم تقييد الحريات وبرمجة حياة الإنسان وتعليق جميع النتائج الهزيلة في الاقتصاد أو السياسة على خلفيات محاربة كوفيد 19 وسنعود جميعا من تشييع النظام القديم لنستأنف الحياة الجديدة في رحاب نظام عالمي جديد صنعه أصغر جسم على وجه الأرض بعد أن عجزت الصواريخ العابرة للقارات والطائرات العملاقة والقنابل الذرية عن صناعته، إن قصة الفيروس تشبه كثيرا ما يعرف في الفيزياء الذرية بالتفاعلات المتسلسلة حيث تحطم ذرة ثم تتولى هي تحطيم جارتها وتحطم الذرة الأخرى نظيرتها في سلسلة طويلة شرحها العالم أوتو هان وأدت إلى صناعة القنبلة الذرية فهل فيروس كوفيد19 هو الذرة التي شرعت تحطم الجيران بعد أن تحطمت هي ؟ اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وثقافيا بل وجغرافيا؟ فهل هي حرب كونية ثالثة فوق رأس البشرية وهي لا تدري؟
وإذا لم يصح هذا الرأي الذي أطلنا في شرحه والذي يرى أن وراء الأكمة ما وراءها وكان الفيروس قد طور نفسه ليكون أكثر فتكا فهو كذلك درس عظيم للإنسان الذي اغتر بعلمه وقدراته ودرس للإمبريالية والرأسمالية المتوحشة التي مجدت استعمارها للآخرين تحت ذريعة نشر الحضارة والتبشير بالديمقراطية وهي في الواقع تنهب خيرات المستضعفين بعد أن أعجزها فيروس لا يرى بالمجاهر العادية فكشف الخلل في منظومتها الصحية أولا والأمنية ثانيا والسياسية والاجتماعية والإنسانية أخيرا ولكن هل يعي الغرب الرأسمالي الدرس؟ لا أعتقد ذلك ، فالدرس إذا مفيد للمستضعفين ليقل إيمانهم الأعمى بالقوة الغربية واستحالة تراجعها وهم يرون ذعرا لا مثيل له أمام فيروس لا يرى حتى بالمجاهر العادية ومن ثمة لزم التعاون والاتحاد بين شعوب العالم الثالث والمستضعفين عامة فدروس الطبيعة وسننها لا تفيد القوي في شيء غير استعادة النفس للفتك أكثر والبحث عن مكاسب أكثر وتعويض الخسائر.
من العجيب أن تسمع بدعوة الأمم المتحدة الأطراف المتنازعة في العالم إلى ضرورة وضع السلاح وهي دعوة طيبة ونثمنها جميعا إن قتل الإنسان للإنسان منبوذ في كل الشرائع ولكن لم لا توجه الأمم المتحدة الدعوة إلى الدول التي تقف وراء التمويل بالسلاح وهي الراعي للحروب؟
يجب علينا أن لا نستهين بالفيروس ولا بعوارضه وأن نأخذ الاحتياطات اللازمة وضرورة الحجر الصحي وعدم التفريط فيه والابتعاد عن التجمعات غير الضرورية لأكثر من شخصين وعدم المصافحة وغسل اليدين بالماء والصابون في كل مرة وترك مسافة متر ونصف مع الشخص الذي تتحدث إليه فهذه مسألة صحية لا نقاش فيها وصدق أبو البقاء الرندي:
لكل شيء إذا ما تم نقصـــان** فلا يغر بطيب العيش إنســــان
هي الأمور كما شاهدتها دول** من سره زمن ساءته أزمـــان
وهذه الدار لا تبقي على أحد**ولا يدوم على حال لها شــــــان
عافى الله الجميع.