قطر تتجاوز ويلات الخطر؟
بعد مرور الاسبوع الاول من الحصار والقطيعة الخليجية المستعرة مع دولة قطر الرابضة على مليارات من الدولارات الكفيلة بتغيير المعادلات وكسر التقديرات وتعطيل أهداف الحصار وغايات القطيعة الخليجية المفاجئة،وبعد انقضاء كل الأيام التي مرت من عمر ذلك الخصام الخليجي المتعاظم مع الدوحة بسلام ودون أي تأثير فعلي يذكر على واقع سير الحياة ومجريات الأوضاع المختلفة وتحول الأمر إلى مايشبه نكتة عدائية سمجة تحاول شيطنة الجار القطري وسلخه من جلده الخليجي والعربي بشكل عدائي جائر وغير مسبوق وتصويره وكأنه جديد على المنطقة ووليد هذه اللحظة العربية المتخبطة بين ويلات حروب عبثية مجنونة تستعيد بطولات داحس والغبراء بتفاصيل أشد سخرية وأمر نتيجة.
تجاوزت الدوحة نيران الخطر رغم استمرار اشتعالها إعلاميا، ولاشك أنها ستستكمل قريبا الخروج النهائي من الأزمة بشكل محوري أقوى مماكانت عليه قبل اكتسابها أقوى دفعة من الارادة والخبرة في التعامل مع خلافات وخصومات الجيران وخاصة بعد توالي كل المبادرات الخليجية والعربية والاوريية والأمريكية للوساطة وحل تلك الأزمة المتأرجحة بين قطر وأربع دول لا أكثر.
كل المؤشرات تؤكد أن القطيعة السعودية الإماراتية البحرينية المصرية للدوحة،قد فشلت في تحقيق أهدافها وثمارها سيما بعد أن سارعت الأمم المتحدة إلى رفض التصنيفات الإرهابية المشتركة الصادرة عن الأربع الدول المذكورة سابقاً والتي طالت أكثر من 55شخصية متهمة بالإرهاب قالت إنها تعيش وتمول من قطر إضافة إلى 12كيانا ومنظمة وتأكيد الأمم المتحدة أنها ملتزمة بتصنيفاتها المتعلقة بالإرهاب وغير ملزمة بماسواها،إضافة إلى مسارعة تركيا إلى إرسال أكثر من خمسة ألاف جندي مع معداتهم واسلحتهم لتكوين قاعدة عسكرية بالدوحة وإبداء إيران استعدادها للدفع بألآف من قوات حرسها الثوري لذات المهمة إلى جانب إرسالها هي الأخرى بألآف الأطنان من المساعدات الغذائية المختلفة للدوحة وتخصيص ثلاثة موانئ لنقل البضائع اليها تزامناً مع تخصيص سلطنة عمان مينائين لنقل بضائع ومساعدات غذائية إلى الدوحة أيضا،تماماً كمافعلت المغرب وباكستان الساعيتان إلى انهاء الحصار ووقف القطيعة من خلال التوسط لإنهاء الأزمة التي باتت دون أدنى شك تسيء إلى الدول الخليجية والعربية بشكل عام وإلى الدول المقاطعة والمحاصرة لجارتهم الصغيرة بشكل خاص،وخاصة بعد أن وصلتها الرسالة جيدا بعد تأكيدها مؤخرا أنها على إستعداد لتفهم قلق جيرانها الخليجيين وتطمينهم،لكن دون التدخل باستقلال قرارها السيادي وسياساتها الخارجية وذلك حسب تأكيد وزير خارجيتها المسافر في جولة مكوكية عالمية لن تنتهي على مايبدو إلا بنهاية الأزمة أو تطورها إلى حرب وصدام عسكري بين دول المنطقة برمتها حسب خشيته ووفق مخاوف نظيره الألماني.
قطر وفق كل المعطيات،تجاوزت خطر الحصار والقطيعة وأمنت قليلا من مكر الجار عسكرياً،بعد أن أحسنت توظيف مجريات الأزمة لصالحها خليجياً واستثمار الأخطاء الانسانية لمقاطعيها بكل ذلك الفجور العربي الصادم وجعلها بمثابة عدو لدود يحدق بأمن المنطقة وعروش قيادات دولها المهترئة.
قطر يا أشقاء لاتستحق منكم كل هذا الجفاء ولا تحتاج الى كل هذا الاستنفار الإعلامي والسياسي والعسكري،لأنها بكل بساطة،لاتشكل خطرا عليكم ولاتقوى على تهديد عروشكم وفق منطقكم الاعلامي والسياسي ولأنها في الاول والأخير، بلد عربي مسلم جار،ولو أخطأت يوماً بحقكم فينبغي إعادتها إلى البيت الخليحي بالتي هي احسن والتماس أعذار الأخ لأخيه لها ومنحها فرصة لمراجعة حساباتها وتصويب بعض اخطائها وليس مقاطعتها واخراجها من عروبتها بكل ذلك السعار الإعلامي والاستنفار العسكري الشامل ضدها وشيطنة ضيوفها ومعاقبة حتى من يتعاطف معها من مواطنيكم هداكم الله وأصلح بالكم وجعل إسرائيل وحدها منطلق عدائكم والكعبة مصدر قوتكم والعروبة هدفا مشتركا لوحدتكم.
#قطر_تتجاوز_الخطر