أمين الوائلي يكتب:

جنايات المغردين بحق أعداء الحوثيين

أن يسارع مغردو الشرعية والتحالف (من اليمنيين) إلى تبني وتصدير بل وتصدُّر كل تململ وحركة رفض وتكتل قبلي ومحلي في مناطق سيطرة الحوثيين، يساوي بالضرورة تحريض وتأليب الحوثيين عليهم بأكبر وأكثر مما يحتاج هؤلاء إلى مسوغات وذرائع. ولكم في حجور آية لا يغفرها الدهر.

حرب الجبهات شيء، وحرب التغريدات شيء آخر. خلال خمس سنوات تكرس نمط: تسعير الثانية ونقل المعارك إلى الشبكات الاجتماعية، للتغطية على ضياع وتضييع الأولى والسكوت عن الشواهد التي راحت تتراكم وتتسع وصولا إلى ضياع المكاسب القليلة التي كانت تحققت بتضحيات وأثمان كبيرة وباهظة وعودة الحرب إلى مشارف مارب بعد فقدان نهم والجوف.

حملات التجييش والاستظهار عبر التغريدات والمنشورات بمنصات التواصل ألَّبت الحوثيين على الحجوريين وتركتهم يواجهون مصيرهم الحتمي أمام تجييش وجحفلة حوثية وخذلان تام في الطرف الآخر. 

والأمر يشمل كذلك التعاطي السهل، أو استسهال تعاطي، أخبار ومعلومات أو حتى معطيات وتسريبات الجبهات والجهات والمعارك، كل واحد لراسه مصدر وخبير ومطلع ومنفرد، بخفة واستخفاف، ما حول الحرب إلى هرجلة كلامية في المنصات لا تجد مثيلها أو بعضها لدى الحوثيين.

وهكذا مع كل تململ ورفض ومقاومة محلية واعدة، يتصدرها أو يتصدى لها عن بعد وبارتجالية جماعات المغردين في معسكر الشرعية والتحالف، (بحسن نية بالطبع، لكن بسوء تقدير وتدبير)، ليتألب ويتحشد ويجحفل الحوثيون ضد المناطق والقبائل واحدة تلو الأخرى فيصورونها جزءاً من العدوان وفي خدمة التحالف وتحت أوامره، بينما هي تترك مكشوفة وسائغة ومخذولة.

من حجور إلى العود والحشا ونهم والجوف، وقبلها في عتمة وإب، حدث الأمر نفسه بتكرار وتطابق. مؤخراً تكرر هذا النمط أو هو آخذ في التكرار باتجاه قبائل البيضاء.

إذا لم تفلح الشرعية في جبهاتها الصريحة فلماذا تحرضون أيضاً الحوثيين على النقمة والبطش ضد القبائل والمناطق التي ليست جزءاً من حلف أو نفوذ الشرعية والتحالف؟

عندما تعبر المناطق والقبائل عن موقف يخصها وتتداعى لتآلف وتناصر قبلي، ويحرصون أن يميزوا أنفسهم عن أي طرف أو ارتباط بجهة، خصوصاً الشرعية التي خذلت نفسها وجبهاتها، إلا ويتصدر المغردون الحملات؛ بالنفخ والتبني والتهويل والحديث المبالغ عن ثورات وانتفاضات وزلازل وبراكين.

هذا النمط المتكرر يمنح الحوثيين حججاً ومسوغات إلى دمغ المناطق والقبائل والمظالم والمحليات كلها، بوصفها ملحقة بتهمة التحالف والعدوان وتنفيذ أجندته. خمس سنوات كافية ليتعلم الناس الخطأ من الصواب والواجب من الأوجب والأولى.

تضيع الحقيقة الناصعة والقضايا المنصفة ويطغى الضجيج والتهويل على طرفي نقيض، وبينهما تكون مقتلة جديدة جاهزة لقبيلة أو لقبائل أو لمنطقة سلبت حقها في الصمود والموقف بالطريقة التي تراها في الواقع وليس كما ترونها أنتم في الواقع الافتراضي.