ماجد الشعيبي يكتب:

ما قبل مشهد الانهيار الصحي

ما سرد ادناه...حصيلة جولة سريعة ومعاناة حقيقة في مستشفيات عدن

اليوم فقط أدركت حجم الكارثة الصحية التي تعاني منها العاصمة عدن..
مجرد جولة سريعة إلى مستشفيات عدن الحكومية والخاصة معا. تمنحك الإجابة على الكثير من التساؤلات الحائرة.
زيارة واحده فقط لمستشفيات عدن تدرك وتؤمن اننا امام كارثة حقيقية يغفل عنها الكثيرون ..وللأمانة حتى اللحظة التي ما يزال يراودني ويراود الكثيرين من خلو عدن وغيرها من المحافظات من فيروس كورونا لكن عشرات المرضى امام أبواب المستشفيات أشاهد واسمع عن عشرات المرضى ممن يذبحون عنوة بسبب رفض استقبال اي حاله خصوصا ممن يعانون من ضيق بالتنفس او مشاكل في الرئتين او بالقلب والموت وحده من يستقبلهم باحضان دافئة ..
أول الهاربين من هذه المحنه والمعركة المصيرية هم ممن كانوا يلقبون بالأمس بملائكة الرحمة (الأطباء) غير انهم اليوم وبعد أن قتل العشرات جراء غيابهم العمد أصبحوا يلقبون بملائكة العذاب..
تخيلوا معي شخص يعاني من مرض القلب وسبق أن عمل أكثر من دعامه لصمامات القلب ومؤخرا وبسبب الفيروسات المنتشرة جراء امطار السيول ترفض كل مستشفيات عدن استقباله بحجة كورونا، وبعد صراع مرير مع المرض اصيب بجلطة وانتقل إلى جوار ربه الرحيم ، وكل ما كان يحتاجه هذه المريض عبارة عن ابرتين لدعامات القلب لا أكثر كي تمكنه من العيش اكثر ..فماذا نسمي رحيله وموته نتيجة هذا التخاذل ! ...انه ضحية طب قاتل وما حصل له ولغيره جراء هذا الغياب يدرج وفاتهم ضمن جرائم القتل المتعمدة.


هذه القصة حصلت لأقرب جار لي ويعرفه الناس جميعا، أما القصص الآخر فلا عجب! اكثر من عشرة أشخاص أصيبوا بأعراض الوباء المعروف بالمكرفس ترفض ما تبقى من مستشفيات عدن المفتوحة استقبال اي حاله تعاني من ضيق بالتنفس ومنهم من قضى نحبه في الطريق والتنقل بين المستشفيات وآخرين حاليا يعيشون لحظاتهم الأخيرة تحت رحمة الخدمات البسيطة الغائبة في عدن وغيرها، والتأكد من صحة كلامي يمكنكم زيارة أقرب مستشفى لتشاهدو ما عجزت عن نقله ..
أجريِت اليوم اتصالات مكثفة لأكثر من مدير مستشفى في العاصمة غير أن هواتفهم ترن لكن لا مجيب ..الجميع تخلى عن اليميين الذي اقسمه وترك معداته الطبية وغادر نحو المنزل املا في ان يلقى ملاذا آمن للهروب من الموت ومن كورونا..
اما البقية ممن قرروا البقاء في بعض المستشفيات فبقائهم حتى اللحظة من أجل كسب المال لا اكثر ..

الرابحون من هذه الحرب هم من حصد اكثر من خمسة وعشرين مليون دولار كمنحة مقدمة من منظمة الصحة العالمية لمواجهة الوباء القاتل مضاف إليها نص مليون دولار كمساعدات طبية لمواجهة الأخطار الأخرى بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية ،كل هذه المبالغ الباهظة اكتنزتها وزارتي الصحة بشقيها التابعة للشرعية والتابعة لجماعة الحوثي ..سبحان من وحدهم هذه المرة ..!
وهؤلاء بشقيهم الشرعي والانقلابي لا يهمهم امر المواطنين ... الأهم بالنسبة لهم انهم تقاسم المبلغ كاملا ،خصوصا بعد انتشار خبر فيروس كورونا اما خطواتهم العملية على أرض الواقع لا شيء باستثناء بعض المعقامات التي يوزعونها في نقاط التماس والمناطق الحدودية بين المحافظات . ومع مرور الايام سيبررون جميعهم للرأي العام ان الحرب الدائرة بالبلاد لم تسعفهم لعمل اي طوات وقائية ولكنها تسفعهم لجني الأموال..

للقصة بقية ...
ماجد الشعيبي