وليد ناصر الماس يكتب:

كورونا العاصمة عدن... مخاطر وتهديدات!!!..

كورونا مرض حديث وجديد، يسببه فيروس يُعتقد غالبا أنه خرج من مختبرات الأسلحة الجرثومية، ورغم حداثة هذا المرض لم تتوفر له علاجات مباشرة أو لقاحات معروفة، وهو الأمر الذي أدى إلى انتشار الفيروس بهذه السرعة الهائلة والحجم المخيف بين سكان العالم، وتسببه في مقتل أعداد كبيرة من المصابين به.
 
بلادنا تعتبر من بلدان العالم التي وصلها الفيروس بوقت متأخر، وكان لذلك أسبابه الواضحة، فقد كانت أوضاع الحرب التي يعيشها البلد، سببا في إغلاق منافذه الجوية والبحرية بشكل جزئي، يضاف لذلك التناقص الكبير في أعداد المواطنين الداخلين للبلد والخارجين منه.
كان يخالجا كسائر المواطنين هنا مشاعر بالغة من الزهو والفخر والإعجاب بخلو بلدنا من الوباء، حين باتت بلدان العالم الأخرى تأن تحت وطأته، كما انطلقت حينذاك الدعوات الصريحة والصادقة الداعية لأهمية أخذ جميع الاحتياطات الضرورية واللازمة، وبما يسهم في منع وصول الوباء، والتعاطي مع أي بوادر لوجوده بمسئولية منعا لتفشيه واستفحاله.
ما حدث كان أسوأ مما كنا نتوقع تماما، فعلي حين غفلة من أمرنا جاءت الأنباء مدوية، وأخذ يتبادر إلى مسامعنا أخبار تلك الجثث التي تتردد على مقابر العاصمة عدن بشكل مستمر يوميا، لم نشاء تصديقها في البداية، لكن تضاعف أعداد الضحايا أجبرنا على مضض للإقرار بوجود الوباء بل والإعلان عن حلول الكارثة. 
العاصمة عدن تعيش كارثتها اليوم على أكثر من صعيد، فإلى جانب تفشي الوباء بشكل غير مسبوق، هناك عجز حاد في قدرات القطاع الصحي بالعاصمة على تقديم خدماته، وتلبية طلبات العلاج للأعداد المتزايدة من مرضى الفيروس، وهو ما أضطر عدد كبير من مشافي المدينة، لإغلاق أبوابها وإعلانها العزم على عدم استقبال أي حالة، وهو الأمر الذي يدفعنا للتأكيد من جديد على تحول العاصمة عدن إلى مدينة موبوءة بكل معنى للكلمة، حين أضحى الوباء يفتك بالسكان فيها دون رحمة. 
على الرغم من الوضع السيء الذي وصل له البلد مؤخر جراء الوباء، فهناك بصيص أمل يلوح في الأفق، إذ نعتقد جديا بالقدرة على محاصرة المرض والتقليل من حالات الإصابة به، والقضاء عليه خلال فترة محددة، وذلك كله يتعلق بمدى الالتزام بقوانين الحظر السائدة، واتباع الإرشادات الصحية وسبل الوقاية المعروفة منه.
أكثر تهديد بات يؤرقنا عمليات التنقل التي يلجأ لها المواطنوان من العاصمة عدن إلى بقية المحافظات المجاورة، دون الاكتراث لمخاطر نقلهم للفيروس إلى بلدات لا وجود له فيها من قبل.
وفي هذا الصدد نلاحظ في هذه الأيام تحديدا، عمليات تنقل كبيرة للمواطنين من العاصمة عدن، إلى مناطق ردفان والضالع ويافع والصبيحة وأرياف ابين وبواديها، وذلك لعدة أسباب، فمنهم من يذهب لقضاء إجازة العيد هناك، وهناك من يعتقد أنه بذلك يهرب من الوباء، وهناك من يبتعد عن عدن تفاديا لجحيم الحرارة وزيادة انقطاعات التيار الكهربائي، إلا أننا نرى بعدم منطقية تلك المبررات، في ضوء التفشي السريع لفيروس كورونا، وندعو للعمل على وضع نهاية لذلك العبث، ريثما تتضح الأمور تماما.
كما يتعين على سكان البلدات الخالية من حالات الإصابة بالفيروس، إبلاغ لجان الترصد الوبائي بمناطقهم بأي شخص يقدم من مناطق الوباء، والعمل على إخضاعه للحجر الصحي في منزله المدة الكافية.
نسأل الله إن يحفظ الجميع من كل شر، وإن ينصرنا على الوباء ويصرفه عنا أنه سميع مجيب.
والله على ما نقول شهيد.