نورا المطيري تكتب:

خيمة أردوغان

منذ تسلق أردوغان إلى منصب رئيس وزراء تركيا، في العام 2003، كان يدرك أن السبيل الوحيد للسيطرة على الشعب التركي البسيط من ناحية وعلى الجهلاء في الوطن العربي هو الخطاب الديني الشعبوي الذي يلهب المشاعر من ناحية أخرى، فالتقط يوسف القرضاوي، هذا النهج المخادع، وبدأ ينسج حول أردوغان الذي أسس حينها حزب العدالة والتنمية، خيمة للتآمر والخيانة، وحين أصبحت جاهزة، قدمها الإخوان المسلمون لأردوغان، وتم تنصيبه فيها خليفة للمسلمين..!
تسريبات خيمة أردوغان، لم تكن مجرد تسريبات تم إخفاؤها هنا وهناك، ثم إظهارها للعلن، بل كانت حقائق وتصريحات علنية، ومؤشرات دامغة، تؤكد التآمر الإخواني الأردوغاني للسيطرة على الأمة العربية، ومنذ الربيع العربي المشؤوم، وظهور الدعم التركي القطري لمحمد مرسي في مصر، ولحركة النهضة في تونس، وحزب الإصلاح في اليمن، ولإخوان الكويت والأردن، ثم تخريب ليبيا، ثم إحتلال سوريا، والعودة للإجهاز على ليبيا بالميليشيات الإرهابية التي تم تصنيعها في سوريا، لم تتوقف التصريحات الأردوغانية العلنية، عن حلم إستعادة الإمبراطورية العثمانية، وحق العثمانيين في الوطن العربي، ومع ذلك، ما زال الإخوان، يصفقون لأردوغان، ويتحدثون عن صدق النوايا والأهداف، حتى دون إيجاد المبررات.
بالمقابل، وحين تكشفت مؤامرات الإخوان في خيمة القذافي، حاولوا إيجاد المبررات المضحكة لعمليات التآمر والخيانة، وقالوا (إنهم نقلوا إلى  سمو أمير الكويت، حفظه الله، المعلومات حول مخطط القذافي نشر الفوضى في منطقة الخليج، وأنهم اضطروا لمجاراته في حديثه لطمأنته ومعرفة ما وراءه وبصراحة لم نجرؤ على معارضته ونحن معه بالخيمة) فظن إخوان الكويت أن تلك الكذبة، ستمر مرور الكرام أيضا، ولكن الديوان الأميري الكويتي قطع عليهم طريق الكذب، وقال: «ما يتم تداوله غير صحيح البتة ومحض تقوّل وافتراء على المقام السامي».
الخيم التآمرية الكثيرة التي ينصبها الإخوان، حول الأمة، يجب أن لا تنتظر تسريبات هنا وتسجيلات هناك، بل يجب أن يتدخل جرّاح ماهر، لإستئصالها جميعا، وخاصة خيمة أردوغان التي ما زالت قائمة، على مرأى من الجميع، وما زال التآمر الإخواني فيها يضجّ بالخيانة.