أحمد الربيزي يكتب:
التآمر بأسم الإنصاف
لماذا لم نسمع ابناء محافظات اليمن الشمالي، يطالبون بحصص محافظاتهم في الحكومة القادمة؟! ويثيرون هذا الأمر السياسي - وليس الحقوقي- لإغراض إفشال مشروعهم الوطني؟!.
ولماذا يتم الدفع بناشط هنا، او صاحب دكان خردة هناك، في محافظات الجنوب ليثير المحاصصة أمام "المجلس الانتقالي الجنوبي" في الحكومة القادمة المزمع تشكيلها بالتقاسم بين اليمن، الشمال (الذي تمثله الشرعية منفردة) والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تسعى القوى التي لاتريد خيرا للجنوب لتصنع له مكونات مفرخة، ليقود التفاوض مع ممثل اليمن الشمالي ضعيفاَ وممزقاً ؟!.
لماذا لم يخرج ناشط او ناشطين او ناشطات او اصحاب دكاكين حزبية، او اجتماعية جامعة او منفردة في اليمن الشمالي لترفض الحكومة اليمنية "الشرعية" بأعتبارها لا تمثله ويطالب بقسمه، وحصته في التشكيل القادم ؟!.
سأترك الجواب لكل شخص يقرأ ويتمعن في هذه الاستفسارات، ولا اطلب من أحد ان يضع لها جوابات، ولكني أرى أن من حقه ان يدرك هذه الأمور ويقيسها، ويقيس عليها ما يجرى، ويسأل من وراها؟! ولماذا يثيرها ولمصلحة من؟! ويراجع ضميره فقط، في ان لا يتماها مع ما يمكن ان يراها حق (وهي حق، ولكن يراد منها باطل واضح وفاضح)، ويستسيغها، ويشجع عليها، خاصة وهي تهدف الى تشتيت وتمزيق الصف الجنوبي.
فالمطلوب مننا جميعا التأمل في مايحاك وان نسأل انفسنا هل سنضع انفسنا، دمى ليحركنا من أراد لبلدنا شراً حتى وان أظهره في صورة خير؟! فاذا جلست مع نفسك أخي القارئ، أو حتى مع آخرين ووضعت لنفسك هذه التساؤلات الثلاثة أعلاه، والتي ستتشعب منها الكثير من الأسئلة، وحاولت ان تجيب عليها بصدق ودون مواربة لخرجت بخلاصة؛ من خلالها ستدرك حجم ما يحاك عليك وعلى بلدك الجنوب من مؤامرات سياسية، خلافاً لما يحاك على الأرض من حروب بعدة أشكال ومسميات، لا حصر لها.
فهل نعي ونستوعب الأمر، أو ان أنانياتنا التي تدفع بها أيادي ترمي الفتات، لتجعل من ما يمكن ان نناله غدا عند استقلال بلدنا، بأضعاف أضعاف ما سيرمي لنا اليوم، لو رفضنا ان نكون دمى بيد من تلعب بحقوقنا بأسم المطالبة بإنصاف محافظاتنا او احزابنا او مكوناتنا او دكاكيننا، لكي تشتت مطالبنا وتمزق وحدتنا، فيما هذه المطالب الصغيرة لم نرى لها وجود في محافظات اليمن الشمالي لا عند الأحزاب ولا الأفراد؟!!
فلماذا هذا الإصرار علي هذا العبث؟!