وليد ناصر الماس يكتب:

هواجس التخوين لدى الإنسان الجنوبي...ثقافة أم غباء!

يشهد الوسط الإعلامي الجنوبي أيامنا هذه بلبلة غير مسبوقة وأصوات نشاز، في مسعى غير سوي بهدف الإساءة للقائد الجنوبي الفذ حسن باعوم، في محاولة بائسة للتقليل من مكانة الرجل العظيمة في قلوب أتباعه ومحبيه.
حملات مسعورة كهذه لا مصير لها سوى الفشل الذريع.

الحديث عن الأدوار النضالية والبطولية للقائد حسن باعوم، لا يمكن استعراضها في أضيق حيز، أو ضبطها وحصرها في نطاق محدد ومعروف، ولكنه تاريخ حافل وعريض وعامر بالنجاحات والإنجازات، ويتطلب جهدا واسعا لمتابعته وتقصيه.
لقد نذر قائدنا بسنين عمره الطويل مناضلا في صف الثورة والوطن، مقارعا للاستبداد والطغيان، في سبيل حرية بلده وكرامة شعبه، حتى صار رمزا من رموز التحرر في عصرنا الراهن.
لم يسترح القائد باعوم بعد كل نجاح يتحقق كعادة بعض القادة، ممن يتحولون مع مرور الوقت وتزايد ثقة الشارع بهم إلى قادة متسلطين، بل لقد كان قائدا له طريقته الخاصة وفلسفته المعروفة في النضال، فليس هناك مرحلة في نظره يجب أن يتوقف عندها هذا النضال، فمقارعة الظلم بأنواعه، والاستبسال في رفض سياسات الإقصاء والهيمنة والقهر لا تنتهي إلا ببزوغ شمس العدالة وسيادة قيم الحق والمساواة.

ومع كل مرحلة من مراحل تاريخ شعب الجنوب، يبرز السلوك المتسلط والطغيان الأعمى واقعا، فتصادر حقوق الأكثرية ويُستبد بقرارها ومصيرها، فينبري القائد باعوم في وجهها كالطود الشامخ رافضا مرورها، لا يكترث بحجم التحديات والمخاطر التي تحملها مثل هذه المواقف الشجاعة والمعلنة.

لقد عُرف قائدنا بجسارته وإرادته الفولاذية وإصراره، فلم يثنه عن المضي في مشواره الثوري بطش السلطة وجبروتها، ولم تنل من مواقفه إغراءاتها.

من يقترب من حياة القائد باعوم ويمعن النظر في سيرته العطرة ومشواره النضالي، يدرك لتوه أنه أمام قائد وطني صلب، وحالة ثورية خاصة من النادر أن تتكرر.
فحياة الرجل العامة والخاصة تؤمي لرفضه المطلق للسلطة والمال على حساب حرية وطنه ومكانة شعبه.

لقد كان موقفه الأخير من التواجد العسكري السعودي جليا، فلم يرغب بالانضواء في مشاريع لم تتضح ملامحها بعد، لذا فقد كان صريحا مع السعوديين في بادى الأمر، حين خاطبهم بقوله: (سنهتم لأهدافكم عندما تلقى أهدافنا منكم نفس الاهتمام)، غير أن مطلبا مشروطا كهذا كان مدعاة لغضب الجانب السعودي مثيرا لحنقه ورفضه، الأمر الذي حمل القائد باعوم على تحديد موقف واضح مما يجري، حتى يكون صادقا مع نفسه وشعبه من البداية.

على ذات السياق نرى اليوم مشاريع عديدة تتدافع على الساحة المحلية، تلتقي حينا وتختلف أحيانا كثيرة، وقد انتج اختلافها هذا أدوات متناقضة ومتصادمة أصلا، بفعل تباين الوكلاء ومصادر التمويل.
لقد كان الوضع المائج الذي تسبح فيه البلاد، دافعا أساسيا للكثير من العقلاء لتبني مواقف محايدة وثابتة، يمكن أن تسهم بالنأي بالبلاد بعيدا عن أتون حرب دائمة ومستفحلة، وأن بدا هذا التوجه متعارضا في مجمله مع المشروع السعودي الذي تتكشف خفاياه تباعا، والذي من شأنه أن يحيل أرضنا إلى ساحة صراع إقليمي طويل الأمد.

تداخل المشهد الراهن وتعقيداته، دفع بالقائد حسن باعوم ليصرخ بأعلى صوته، معلنا أمام الملا ومحذرا من الاطمئنان لتفاهمات يلفها الكثير من الغموض، والركون لوعود لا نتوقع إنجازا لها على أطول الآماد، داعيا لرفض الانجرار التام ورائها، لا لشيء سوى ذلك الوطن الجنوبي الذي يراه ذاهبا من بين أيدينا، ولو لم نره نحن لضيق أفقنا وسوء تقديرنا، وقد نصحو يوما فجأة على غير العادة، متذكرين تلك الدعوات والمحاذير حين لا يجدي ندما معها.
حفظ الله القائد حسن باعوم، وسدد على طريق الخير خُطاه.

والله على ما نقول شهيد.