عمر علي البدوي يكتب:
حتى في أسوأ ظروفها.. إيران تتمسك بعدوانيتها
بطريقة هستيرية، توزع طهران تهديداتها في كل اتجاه، وترمي بشرر التصريحات العدوانية التي لا تفتأ تتوعد بإحراق المنطقة وهدمها على رؤوس ساكنيها.
لا يبدو هذا التوتر جديداً في لغة الساسة الإيرانيين، ولكنه زاد كماً ونوعاً هذه الأيام، في مسعى لهندسة أجواء ما بعد رفض تمديد حظر الأسلحة على إيران، لاسيما وأن الولايات المتحدة أعلنت تفعيل “سناب باك” أي العودة السريعة لكافة عقوبات الأمم المتحدة على إيران، في رد فعل سيكون أقوى وأكثر شراسة ولن يمنح طهران الفرصة لتتنفس الصعداء.
نظرة خاطفة على قائمة التصريحات الصادرة خلال اليومين الماضيين فقط من طهران، تظهر أن لغة وكلمات التهديد والوعيد طاغية جداً، وتشعر بحجم التوتر والقلق غير المفهوم أحياناً، بدأ بتناوب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، وقبله الرئيس الإيراني حسن روحاني على توجيه كلمات خرجت عن الدبلوماسية تجاه دولة الإمارات بشأن قرارها مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة مع إسرائيل.
تشعر إيران أن كل التحركات التي تمور بها المنطقة موجهة ضدها، وتضاعف الضغوط الاقتصادية التي ترهق كاهل الداخل من انفجار سياساتها في شكل تصرفات وتحرشات وتهديدات كلامية لا تهدأ
وكان رفض مجلس التعاون لدول الخليج تهديدات الرئيس الإيراني وبعض المسؤولين الإيرانيين تجاه دولة الإمارات وما حملته في طياتها من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي، ومنافاتها للأعراف الدبلوماسية.
لكن إيران واصلت سعيها إلى زيادة التوتر في منطقة الخليج العربي، بعد احتجاز سفينة إماراتية، وإرسال ثمانية زوارق بزعم الصيد لتجاوز المياه الإقليمية لأبوظبي.
ووسط هذا التوتر الواسع عرضت إيران صواريخ جديدة أبعد مدى وأذى، مع الكشف عن صاروخين جديدين أحدهما باليستي والآخر جوال من نوع كروز.
تعيش إيران واحدة من أكثر المراحل سوداوية في عمر الجمهورية، وينعكس هذا التوتر المتزايد في تصريحات المسؤولين لديها، إذ هددت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بإعادة أنشطتها النووية إلى ما كانت عليه قبل 2015، في حال أعادت واشنطن فرض العقوبات على طهران.
وتحدث الجيش الإيراني بأن قواته والحرس الثوري للبلاد في حالة تأهب لإحباط أي تهديد ضد إيران بصرف النظر إن كان نابعاً عن إسرائيل أو ما سماه “التحالف السعودي الأميركي”، فضلاً عن تصرفات غير مسؤولة من طهران، بتشجيع وكلائها في المنطقة على ارتكاب هجمات متفرقة ومنتظمة لتذكير المجتمع الدولي وجيرانها في المنطقة بترسانة الأدوات والأوراق التي تملك القدرة على تحريكها وإيذاء الجيران بها.
إذ وبالإضافة إلى التحرشات المائية وخطابات التهديد التي تسوقها ضد دول المنطقة، يتكرر إعلان التحالف العربي طوال الأيام القليلة الماضية تعطيل الهجمات الإرهابية العشوائية التي تشنها ميليشيا الحوثي على أراضي السعودية باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع.
إيران واصلت سعيها إلى زيادة التوتر في منطقة الخليج العربي، بعد احتجاز سفينة إماراتية، وإرسال ثمانية زوارق بزعم الصيد لتجاوز المياه الإقليمية لأبوظبي
فضلاً عن إمطار محيط السفارة الأميركية في بغداد، والمعسكرات التي يتمركز فيها جنود أو مستشارون أميركيون، وضرب الشاحنات التي تحمل طعاما ومواد لهم. يحدث هذا بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن، وتشعر طهران أن مشروعاً توشك بلورته للحد من نفوذها في العراق، وأن السلطات الأميركية تمنح الغطاء لتبني المشروع وتمكينه، الأمر الذي يزيد من استفزاز طهران ويرفع درجة غليانها.
يضيق الخناق على طهران، وتشعر أن كل التحركات التي تمور بها المنطقة موجهة ضدها، وتضاعف الضغوط الاقتصادية التي ترهق كاهل الداخل من انفجار سياساتها في شكل تصرفات وتحرشات وتهديدات كلامية لا تهدأ ولا تخفت، كل بؤر الصراع التي غرزتها طهران في جسم المنطقة ترمي بحممها على العمامة الإيرانية وتلحق شرارتها الأذى بأطرافها، وهي تقف أمام ذلك عاجزة إلا عن النفخ في نار التصعيد والتهديد وزيادة منسوب القلق منها.