عادل المدوري يكتب:

شبوة لن تركع للاحتلال ومرتزقته

أثارت الأوامر الملكية السعودية الأخيرة تساؤلات كثير، خاصة بعد أن تضمنت إنهاء  خدمات قائد التحالف باليمن الأمير الفريق فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود قائد القوات المشتركة (المسؤول العسكري الأول عن ملف الحرب في اليمن) وإحالته إلى التقاعد والتحقيق، وتكليف الفريق  مطلق بن سالم بن مطلق الأزيمع نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالقيام بعمله.

 

هذه الإقالة المفاجئة لقائد التحالف باليمن رافقتها تسريبات عن قرارات وشيكة للرئيس هادي تتضمن إقالات نوعية داخل أجهزة الدولة تطيح بقيادة الملف العسكري اليمني وعلى رأسهم نائب الرئيس علي محسن الأحمر.

 

وهذه التسريبات منطقية طالما وعلي محسن الأحمر هو نائب قائد القوات المشتركة والمسؤول الأول عن الملف العسكري باليمن، وبالتالي لن تنجح خطة التحالف في إصلاح مسار الحرب طالما والفشل للملف العسكري باليمن هو فشل لفريق متكامل لقيادات يمنية وأخرى من التحالف، فلا جدوى من الإكتفاء فقط بتغيير الرأس وبقاء بقية القيادات العسكرية والسياسية المتورطة بالفشل في مواقعها.

 

هذه التطورات الهامة وضعت حرب اليمن في منعطف جديد الأمر الذي يفتح الباب أمام طرح تساؤل كبير حول السناريوهات المتوقعة للمرحلة القادمة وكذلك مآلات إقالة الجنرال العجوز علي محسن الأحمر من مناصبه المتشعبة والمشبوهة الرسمية وغير الرسمية إن صدقت التسريبات.

 

الوضع الحالي في اليمن يتجه نحو مرحلة جديدة وقد تكون هي الأصعب ولا يمكن توقع سيناريو محدد لهذه المرحلة الحرجة، ولكن هناك أكثر من سيناريو محتمل قابل للتحقيق وهي على النحو التالي:

 

1 – سيناريو الإنتحار وترديد الصرخة في شبوة وحضرموت وإجتياح الجنوب

 

أحد أكثر الخيارات المحتلمة لمرحلة ما بعد إخراج الإخوان من المشهد السياسي وإقالة نائب الرئيس علي محسن الأحمر القائد العسكري للإخوان هو الإنتحار وتسليم كامل مناطق سيطرتهم لمليشيا الحوثي وشن هجوم على مناطق سيطرة المجلس الإنتقالي الجنوبي.

 

فإذا أصدر الرئيس هادي قرارات الإقالة للأحمر وإخراج الإخوان من الدولة من خلال تشكيل الحكومة وفق إتفاق الرياض والبدء بتنفيذ إتفاق الرياض نصا وروحا، سيغير كل أفراد المنطقة العسكرية الاولى في حضرموت ملابسهم وسيرفعون شعارات الحوثي ويرددون الصرخة وتتبعم شبوة والمهرة التي تتواجد فيها سيطرة شبه كاملة لمليشيا المتحوث الحريزي ومليشيا الإخوان.

 

وسيسقطون محافظة مأرب وسيعلنون تحوثهم في كل المناطق وسنجد الحوثة بشكل علني يقاتلون جنب إلى جنب مع مليشيا الإخوان في جبهة الشيخ سالم والطرية بمحافظة أبين وفي الضالع وتعز.

 

هذا الإحتمال قد بدء بالفعل التمهيد له فمأرب تسقط تدريجيا كل يوم منطقة وربما بإنتظار ساعة الصفر حتى تسلم بالكامل، وكذلك تعز تحشد مليشيا الإخوان كافة عتادها إلى حدود الصبيحة وهناك إشتباكات مع المقاومة الجنوبية في الوقت الذي تستمر الحرب في أبين على أشدها بين القوات الجنوبية ومليشيا الإخوان وهو ما يعني إن الإخوان لن يتركوا السلطة سلميا والجنوب هدف مشترك للإخوان والحوثي والحرب قادمة بشكل أكبر مما هي عليه اليوم.

 

2 – حسم الوضع في الجنوب مبكرا من قبل التحالف والإنتقالي والتوجه شمالا

 

عوامل التفوق العسكري تميل لصالح التحالف بحكم عامل الطيران والأجواء والتسليح وكذلك بريا بوجود القوات المسلحة الجنوبية، فمنذ إنطلاق عاصفة الحزم في العام 2015 كل الإنتصارات التي تحققت سواء في تحرير الجنوب أو تحرير مناطق شمالية كلها كانت بفضل رجال الجنوب والمقاومة الجنوبية.

 

وعلى مايبدو أن التحالف قد أستعد جيدا أكثر من أي طرف آخر في اليمن لهذه المرحلة على الرغم من وجود إختراق من قبل الإخوان في لجانه لكنه مازال هو صاحب المبادرة ويمتلك الكثير من الأوراق يستطيع قلب الطاولة على الإخوان والحوثي قبل أن يتمكنوا من الإجهاز عليه في عدن والسيطرة على مضيق باب المندب.

 

لدى التحالف الكثير من الأوراق الرابحة التي إلى الآن لم يجيد إستخدامها بشكل أفضل لدية المجلس الانتقالي الجنوبي وكل أنصار المشروع العربي بما فيهم المقاومة الوطنية والتهامية وحراس الجمهورية والقبائل في مأرب يستطيع لو أتبع نفس السياسة العسكرية الإماراتية لأستطاع حسم الملف العسكري خلال أسابيع وليس أشهر.

 

3 – تنفيذ إتفاق الرياض ثم مفاوضات الحل النهائي.

 

بعض المحللين السياسيين رأى في إقالة قائد التحالف العربي باليمن هو مجرد شماعة أرادت السعودية من إقالته تقديمه ككبش فداء تحمله مسؤولية فشل التحالف في حسم الوضع عسكريا وتبرئ السعودية نفسها من المسؤولية ومن ثم تدفع نحو مفاوضات سياسية بين الأطراف اليمنية الداخلية برعاية الأمم المتحدة.

 

وقد تصدق هذه التحليلات في حالة أن التحالف لم يستكمل الإقالات لبقية القيادات العسكرية والسياسية الأخرى وعلى رأسهم علي محسن الأحمر والسفير آل جابر.

 

ولا ننسى أن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث أنهى الشهر الماضي جولة جديدة من المباحثات ناقش فيها تعديلات على اتفاق سلام بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي المسلحة، جدّد خلال هذه الجولة سعيه لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.