حميد طولست يكتب:
الصحة أولى أم التعليم؟ !!
لن يكون سهلا الإختيار بين التعليم عن بعد أو عن قرب الذي فرضه وزيرة التعليم على آباء وأمهات المتعلمين ، بل يكاد يكون مستحيلاً في ظل ما تعيشه البلاد مع أحوال تصعب السيطرة عليها جائحة خطيرة ككورونا ، وما تدعيه وزارة التربية والتعليم ، من اتخاذها لجميع الاحتياطات اللازمة لمواجهة احتمالية انتقال العدوى بين المتمدرسين ، في حال فضّل الآباء - للأسباب التي لا تخفى على أحد ، وحتى السيد الوزير- خيار التعليم الحضوري التفاعلي الذي لا يمكن التنبؤ معه بما يمكن أن يواجهه التلاميذ غير المهيئين لمجابهة مخاطره الوبائية التي من الممكن ان تقود إلى المزيد من الإصابات ، بسبب الاختلاط الحتمي الذي تفرضه طبيعة فضاءات المدرسة ، التي ليست مجرد مكان يتم فيه تعلم المهارات الأكاديمية والعلمية كما يُظن ، بقدرما هي وبحق مجتمع مصغر يتفاعل فيه التلاميذ ويؤثر بعضهم في البعض الآخر، الأمر الذي لا يضمن إلتزامهم بقواعد وتعليمات الوقاية من العدوى ، من وضع الكمامة ، واحترام التباعد، والعمل بعكسها ، كنوع من التحدي والانكار والمباهاة الذي هو عنوان مرحلة المراهقة -بحكم معرفتنا بالطلبة الذين يفكر أغلبهم وخاصة في المرحلة الاعدادية بطريقة "كل ممنوع عنهم مرغوب" - وحتى إذا ما طبقت المدرسة تلك لتعليمات بحذافرها داخل المدرسة ، فمن يضمن احترام المسافة بين التلاميذ عند الخروج منها وفي الطريق ما بينها وبين البيت ، حيث أن احتمالية انتقال العدوى كبيرة جدا، مع مدارس غير مهيأة ، ووزارة شبه فاقدة للامكانيات البشرية والمعدات والكوادر الطبية والتربوية التي تمكنها من مواجه مثل هذه الطوارئ المضاعفة لقلق وتوتر الآباء والأمهات بكفاءة عالية، دون إضطر وزيرها لإلزام "لحويط القصير" المعلم على تنظيف وتعقيم القسم والمقاعد التي من المفروض أن تهئأ قبل حضور المعلم الطلبة، وكأن المعلم يملك القوة والقدرة الكافية على القيام بعملية التدريس –مهمته الأساسية – تنظيف وتعقيم القسم والمقاعد ، الأمر الذي أعتقد انه تجنٍ سافر في حق المعلم ، ودليل قاطع على أن وزارة التربية والتعليم لا تملك الكادر الوظيفي الكافي لتنظيف وتعقيم الأقسام والمقاعد ، يفنذ حكاية :ثأننا مستعدون لبدء العام الدراسي في ظل كورونا"، ويبقيها حكاية تفتقر إلى الدقة.
فرجاء يا من تفتخرون برأسمالنا البشري ، أن تتدبروا مقولة: "للصحة أولوية على التعليم" قبل أن تقدموا على فتح المدارس وتخضعوا أبناءنا لهذه المجازفة الخطيرة التي نستطيع الاستغناء عنها-وخاصة في المدن الكبير ، بحلول أخرى أكثر ضماناً وأمناً من الإختيارين المطروحين.