نصر هرهره يكتب لـ(اليوم الثامن):

سياسة اتخاذ القرارات السيادية

كم هي محزنه تلك النقاشات التي يخوضها بعض الاخوه الجنوبيين على وسائل التواصل الاجتماعي ، والتي تعبر عن تدني مستوى الوعي السياسي لشعب قيل عنه في نهاية ستينات القرن الماضي ان 90% من سكانه سياسيين او يتعاطوا السياسه ، حقيقة كم هو مستوى التردي التي الت اليه الاوضاع في الجنوب بعد 94 م مهول في شت مناحي الحياه لكن الاكثر تردي هو في التخلف السياسي والثقافي والمهني الذي طال الانسان من الجيل الاول لانشغاله في توفير وسائل الحياة وعدم ممارسته للعمل المهني والسياسي والابداعي بتاثير السياسة التي مورسة ضد شعبنا (خليك في البيت ) ولجيل الشباب بحكم حرمانهم من فرص التعليم والتدريب وسياسة زرع الاحباط لمن تمكن من الحصول على فرصة لتعليم، من عدم توفر فرص عمل للخرجين من الجامعات والمعاهد المتوسطة لممارسة الانشطة والمهن التي تاهلوا من اجلها ويمكن ان يبدعوا فيها ، اما في مجال السياسية التي غاب فيه التاهيل تماما ، فحدث ولا حرج خصوصا عندما لاحظوا ان الاغبياء السياسيين هم من يتم التنقيب عنهم بعناية لترفيعهم الى اعلى المستويات كي يقبلوا بتمرير ما يملي عليهم لانهم يعرفوا حجمهم وقدراتهم انها لا توصلهم الى هذه المناصب وانما الحاجة لهم لتمرير ما يملي عليهم وسلوكهم القابل لتعاطي مع سياسة الفساد والافساد هي من اوصلتهم الى اعلى المستويات وتسلط على شعبنا اجهلهم كنوع من العقاب الجماعي لاستفزاز واذلال بني جلدتهم من ذوي الماهلات والهامات والمقامات والكفاءات .
وهكذا سادت الامية السياسيه والمهنية واختفى الابداع الثقافي والفني فوجدنا انفسنا في الساحات على هذه الحالة المزرية اضافه الى افتقاد القيادة السياسية الموحده ، والفكرة السياسية الموحدة ، والهدف السياسي الموحد ، لكن الامور بداءت في الاونة الاخيره في التحسن ولوا انها تحتاج الى وقت اطول كي نتخلص من هذه المعاناة
ومع ذلك نلاحظ احتدم النقاش السخيف ، الغبي ، في السؤال الساذج هل القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في اعادة ترتيب قياداتها في القوات المشتركة ، ه اتخذتها لمصلحة الجنوب ام ضد الجنوب
ولا يدرك الكثيرين ان السعودرية او اي دولة اخرى تتخذ قراراتها لما فيه صالح الدولة نفسها ، وهذا حقها في قراراتها السيادية لانها سيد على ارضها ، وليس من اجل يخدم مصالح دولة او شعب اخر والا فانها الخيانه بعينها لشعبها ، وهذه ليست خصوصية للملكة بل لكل الدول المحترمه والتي تحترم مصالح شعبها ، وهي تتخذ مثل ذلك القرار فهي تدرك ايضا تاثيره السلبي وتاثيره الايجابي على الاخرين اكان اصدقاء او اعداء لها ، وحينها تقتضي اللياقة السياسية ان ترسل رسائل تطمينية لكل من يتضرر من تلك القرارات ، وعندما يشتد الاحتجاج من اي طرف متضرر فانه تحاول معه اتخاذ اجراءات اخرى تحد من ذلك الضرر وبما يخدم مصالحها مع هذا الطرف المتضرر من القرار
اما من يكون للقرار تاثيره الايجابي لصالحه فانها اي الدولة المتخذه للقرار تحاول ان تستفيد من هذا التاثير الايجابي لقراراتها لصالحه لما يخدم مصالحها مع ذلك الطرف المستفيد وهكذا تعالج العلاقات بين الدول ، التي لا تبنى على اساس الحب لسواد عيون زيد او عمر من الناس( ولنا في القرار الاثيوبي في بناء سد النهضة مثال فقد يكون ذلك القرار اتخذ بتخطيط او دعم اسرائيلي او غير اسرائيلي، لكنه في الاخير قرار اثيوبي سيادي لكن لهذا القرار تاثيرات سلبية كبيره على مصر والسودان ولم يراعي الحق التاريخي لدول المصب لهذا نجد اثيوبيا تخوض تفاوض صعب مع مصر والسودان للحد من تاثير هذا القرار عليهما وتقديم اثيوبيا لحوافز كبيره لهما في مدهما بالطاقة الكهربائية التي ستولدها شلالات السد)
فمن حق كل طرف ان يدرس نتائج تاثير (وضع تحت كلمة تاثير خطين) تلك القرارات السيادية عليه ويطالب باتخاذ اجراءات للحد من تاثيرها على وضعه، ومن جانب اخر يستخدم نفس الالية لضغط على الدولة المتخذه للقرار بما لها من مصالح لدية للوصول اماللتعويض عن النتائج السلبيه عليه او بتعريض مصالحها لدية ، بحيث يرغمها على التراجع عن تلك الاجراءات او التعويض عن خسائره وقد يصل الامر الى قطع العلاقات الدبلماسية
اما الغباء السياسي الذي نشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة المتعاطين لسياسة من غير السياسيين فلندعه جانبا ولا يستحق حتى محاكاته