أمين الوائلي يكتب:
خيانة كاملة لا أقل
من الخيانة الذهاب إلى جنيف لمنح غريفيث شهادة زور جديدة والتنزه رفقة الوفد الحوثي واستذكار عامين مضيا في ركاب صفقة العار والشنار في ستوكهولم.
من الخيانة الذهاب إلى مطارحة وفد الحوثيين غرام الأفاعي والعقارب والانطراح لهم مجدداً وعاشراً، بينما مأرب تقاتل بعينيها وتذود عن كل اليمن وكل اليمنيين في مأرب بخلاصة الخاصة من الناس والشباب والجنود والقبائل، وتدفع الخيرة منهم تباعاً.
من الخيانة الذهاب إلى مبغى سياسي حقير في جنيف تستراً على حروب وتعنت وتمدد وتوسع الانقلابيين، باسم السلام أو ما له صلة بأي شيء بالسلام.
من الخيانة الذهاب مع الخيانة إلى الخيانة في جنيف، واستهلال العام الثالث من المهزلة التي يديرها غريفيث على رؤوس الرؤوس الخاوية، تحت شعار وشعرة الأسرى؛ بعد عامين مما قيل بكثرة إنه النجاح الحقيقي الوحيد في ستوكهولم والمتمثل باتفاق تبادل الأسرى، وها هو في حلة أفشل الفشل، فكيف بسواه ودونه؟
من الخيانة الذهاب إلى مضاجعة الخيانة ومعاقرة خمرة الذل والهوان في جنيف تمسُّحاً بإنسانية شعاراتية مبتذلة باسم الأسرى، بينما يقتل العشرات يومياً، ويساق المئات من اليمنيين صغاراً وشباناً إلى محارق الموت والقتل الرخيص، وكأن الإنسانية تخصص أسرى وسياحة وسفريات باسم الأسرى لا غير.
من الخيانة الذهاب مع الرغبة البريطانية إلى جنيف لمحادثة رعايا الملكة حول ملف الأسرى، عندما تدار حرب لعينة مجنونة ضد مأرب، فيما قضت إرادة بريطانيا في حالة الحديدة وقف التحرير ومنع القتال فوراً وملاقاة الحوثيين في ستوكهولم لتوقيع اتفاق استبقاء وكلاء طهران قوة وسلطة وسطوة في الميناء الرئيس على البحر الأحمر.
من الخيانة كل هذا التهالك وإسقاط وظيفة السراويل والذهاب تباعاً مع المجرمين إلى حمامات سونا وسلام واستسلام مغلف بالعري.
من الخيانة خيانة مأرب وتركها وأخواتها بينما تكبل أيدي القوات والمقاتلين في الجبهات باتفاقات التمكين للخيانة والتنازل عن حمى وحرمة وحق وناموس الناموس.
من الخيانة خيانة الأسرى باسم الأسرى كل هذا القدر من الخيانة.
من الخيانة التستر على كل هذه الخيانة بشعار الأسرى وبالشعارات الإنسانية الخؤونة.
من الخيانة أن لا يقال في وجه الخيانة أنها خيانة كاملة لا أقل.