رعد الريمي يكتب:
عدن بلا كهرباء مدينةٌ طاردةٌ للحياة
ثمانيَ عشرةَ ساعة وأكثر هي ساعاتُ انقطاعِ الكهرباء في العاصمة عدن، ونظيرُ ذلك تعيشُ بقيةُ محافظاتِ الجنوب.
معضلةٌ باتت تؤرقُ المواطن، وتستمرُ من عامٍ لآخر وكأن مصيرَ هذا المجتمع محتومٌ عليه تجرعُ ويلات الحرِّ وعذابات العيش المظلم في ظلِّ دولةٌ تتقاذفها موجاتُ فسادٍ، وينخرُ في مرافقها التفلُّتُ الإداري.
ملفُ الكهرباءِ يطفو مجدداً على سطحِ مجتمعِ الجنوب، أحدُ الملفاتِ الأكثرُ تعقيداً في منظومةِ الخدمات...
ولسانُ حالِ المواطنِ بعدَ مرورِ خمسةِ أعوام من تحرير العاصمة عدن من ميليشيات الحوثي يقول: هل يليقُ بنا أن نعيشَ ذلك الوضعَ المهين؟
جَدْلُ التهمِ بين السلطاتِ المحلية والحكومةِ مستمرٌ وصادمٌ، ملقياً بظلالهِ واقعَ غيابٍ مسؤولٍ عن احتياجِ المدينةِ وأهلِها الذين يعيشون مرارةَ الصيفِ الحار.
مواطنو العاصمةِ عدن البسطاء الذين غايةُ أملِهم في وهجِ نورٍ لا ينطفئ تحولت لإزمةٍ باتَ التخلصُ منها ملاذهُ الوحيد، غير أن ذلك الملاذُ ترفعهُ وعودٌ حكوميةٌ ما إن يمرُ زمنٌ إلا وتتبخرُ تلك الوعودُ في ظل صيفٌ رافقهُ غيابُ رغبةٍ سياسيةٍ في إحداث حلٍ عمليٍّ لإنهاءِ هذهِ الازمةِ التي بدأ اليأسُ يتمكنُ فيها في ظل غيابُ الدورِ الحكومي لإيجادِ حلولٍ جادةٍ وحقيقية.
ولتبدو مشكلةُ الكهرباء في نظرِ المجتمعِ نموذجاً مصغراً بفشلِ حكومةٍ بتأمينِ خدمةٍ لمحافظةٍ تحررتْ مبكراً من ظيمِ غزوِ ميليشياتٍ التهمتْ واقعَ تلكِ الحكومة.
اجتهدتْ الحكومةُ المختطفةُ إخوانياً في الضغطِ لإلغاءِ الإدارةِ الذاتية، بل وكانت تدّعي أن عائقَ حلِها لخدماتِ المواطنين في العاصمةِ عدن والجنوب بشكلٍ عام يتمثلُ في إعلانِ الإدارةِ الذاتية إلا أن الواقعَ هو زيفٌ وتخلي.
الحكومةُ الإخوانية تمتلكُ حلاً لجعلِ معاناةِ المواطنِ من خدمةِ الكهرباءِ ماضياً لو كانتْ تهتمُ لأمرُ المواطنين.
اليوم يعيشُ المواطنُ أزمةَ خدماتٍ لا تنتهي، ويظنُ المواطنُ أن حلها قريبٌ حتى إذا ما جاء ذلك القريبُ كان الحلُّ سراباً وصيفاً حاراً لا بارداً.
المواطنُ في عدن ومحافظاتِ الجنوبِ يدفعُ ضريبةَ حكومةٍ شُكِّلَتْ لتكونَ مظلةً لمشاريعِ أحزابٍ وأجنداتٍ إخوانيةٍ لا علاقةَ لهم في مصالحِ الناسِ في عدن سوى اتخاذِ من مصالهم فزاعةً للبقاء.
وتبقى الاسئلةُ دونَ أجاباتٍ تشفي غليلَ المواطنِ الذي أنهكتهُ سلسلةٌ متتاليةٌ لا تنتهي من المشكلات،إلى متى غيابُ الخدماتِ الأساسية؟ ومتى تجد معضلةُ كهرباءِ عدن طريقَها للحل؟ ومتى يعيشُ المواطنُ في كرامةٍ ومع خدماتهِ المشروعة؟ والسؤال الأهم؛ من هو المسؤول عن التخفيف من معاناةِ المواطن؟