نبيل الصوفي يكتب:
لهذا السبب أقف مع الجنوب
بالأمس شاركتُ ندوة على الهواء، عبر وسائل التواصل، نظّمتها المجموعة الجنوبية المستقلة، وشارك فيها زملاء وزميلات عن اليمن والإعلام..
وأنا لأول مرة منذ 2014 أشارك هكذا نقاشاً، وقد شاركتْ ضيفتان، واحدة قالت إنها مش طايقة تشوف "البعض" اللي كانوا ضد الجنوب والآن تهافتوا على دولة المجلس الانتقالي بعد انتصاره.. والأخرى وجهت لي سؤالاً مباشرة: إيش رجعك مع الجنوب؟
فرددت عليها:
"التغيير الذي حدث بالنسبة لموقفي هو تغيير وجودي وليس تغييراً اختيارياً، أي لم اختَر أنا هذا الأمر.
نحن كنا نحاول لملمة حال التحالف في صنعاء، ولكن لم نستطع ولم ننجح على الإطلاق.. لم نكن حوثيين، خطابنا تعبيرنا مختلف، ولكنا تحالفنا مع الحوثيين لأنهم الطرف الوحيد الذي استطعنا أن نتحالف معه، كما تحالف الجنوبيون وقت التحرير مع الإصلاح وغير الإصلاح من الجماعات التي حاربت من أجل الجنوب.
لذلك ليس باختياري أن أكون جنوبياً أم لا.. أنا شمالي.
أنا أرى أن الجمهورية اليمنية كنظام سياسي انتهى، واليوم نحن بحاجة إلى أن تقوم دولة في اليمن تلتزم بمعركة التحرير، والأرضية الوحيدة التي يمكن أن تقام فيها دولة لنستعين بها في النضال شمالاً هو الجنوب.
لهذا، موقفي ينبع من هذا المنطق، وليس المسألة أنني انتقلت إلى مربع الجنوب، أنا ما زلت في النهاية ملتزماً بتحرير واستعادة منطقتي كمواطن سُلب ليس فقط دولته وإنما هُويته الوطنية وهويته الدينية.
ولذلك، فإن موقفي مع الجنوب هو من هذه الناحية، حتى وإن كثيراُ من الزملاء الوحدويين الشماليين يرون أن موقفي هذا موقف غير واضح، وأني أقف مع الجنوب لأجل الجنوب.. وبالطبع لا.. أنا من مصلحتي أن يستقر الجنوب، ولكن فكرتي في النهاية لن أكون مع جنوب يقاطع الشمال ولن أكون مع جنوب يرى أن المعركة مع الحوثي ليست معركته.
أنا مع جنوب الآن موجود، جنوب المجلس الانتقالي الذي يلتزم ويدعم تحرير الشمال.
الآن أبناء الجنوب في الحديدة وأنا موجود وأعيش في المخا، وفي المخا موجود، أيضاً، مقاتلون جنوبيون وشماليون يقاتلون من أجل "استعادة صنعاء".
من المخا شمالاً، سجلت هذا الجواب، وأراه يستحق أن يعرض مرة وأخرى للنقاش حول ما بعد اتفاق الرياض، نجح الاتفاق أو فشل.. نحن بحاجة لوعي جديد ما بعد الجمهورية اليمنية.