محمد الدليمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

السعودية ومعارضة الخونة

ليس جديدا في عالمنا العربي ان تنشأ او تتألف معارضة سياسية لنظام حكم لدوافع تتعلق بالمطالبة بالاستقلال او التحرر من نير المستعمر الأجنبي وهي معارضة تستلهم شرعيتها ومشروعيتها من سمو اهدافها وغاياتها التحررية مثلما حصل في احتضان أكثر من بلد عربي لبعض من قادة حزب جبهة التحرير الجزائرية ابان فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. 
وكذلك نوعما الحزب الدستوري التونسي بقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وسوى ذلك نماذج تحررية اخرى في العالم لكن ان تقوم مجموعة من العملاء والخونة ممن يحملون الجنسية السعودية في الخارج بتشكيل ما سمي لأغراض الدعاية السياسية والارتزاق المالي بحزب التجمع الوطني فهو ليس الا نوع اخر من محاكاة واستنساخ تجربة العراقي أحمد الجلبي الذي ادت معارضته الى تدمير وطنه العراق واغراقه في بحر من الدماء وملايين المتشردين في بقاع الارض مقابل الارتهان للمصالح الغربية والمنافع المادية..
فبعد ان قام هذا الجلبي بسرقة مصرف البتراء الاردني الذي عمل مديرا له واستولى على ودائع الفقراء ثم ذهب الى لندن لتجميع معارضته وهو ما يشبه بعض الى حد ما يسمون انفسهم معارضة سعودية احدهم سرق واحتال على مليارات الدولارات المودعة بذمته للصالح العام وهرب الى كندا وامريكا مدعيا المطالبة بالإصلاح ستة او سبعة انفار لا يمثلون شيئا في الاوزان السياسية او يشكلون مصدر قلق لدولة متماسكة وقوية مثل المملكة العربية السعودية قدم ولي عهدها سمو الامير محمد بن سلمان اهم مشروع اصلاح للبنى الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد والترهل في الدولة من خلال طرح رؤية المملكة 2030.
ومن يتابع فحوى هذه الرؤية وما تم انجازه من تغيير وتفعيل وتجديد يمثل ابهارا في نطاق فعالية اي نظام حكم بل انه شكل لجانا وهيئات اخرى لتقييم الاداء وتقويم الخلل وشرع في محاربة الفساد المالي والاداري بقوة وحسم وابتداء من السقف الاعلى لأنه ادرك ان تنظيف السلم لا يتم بصورة صحيحة الا في البدء من اعلى السلم ولا كبير فوق القانون مهما علت درجته وقربه من مركز الحكم وتشهد المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نهضة صناعية وبناء قاعدة علمية لتوطين التكنلوجيا المتقدمة من خلال عقد شراكات نشيطة ذات فائدة مع شركات عالمية عملاقة ناهيك عن الصعود السياسي للمملكة على الساحة الدولية واصبحت مركزا مهما يستشار في صياغة القرارات الدولية والسياسات الكبرى .
هذه هي مملكة تستحق من كل ابناءها المخلصين الالتفاف حول قيادتهم الملهمة وعدم الالتفات للنطيحة والمتردية من سقط المتاع الذين باعوا ضمائرهم لقوى حاقدة على نجاحات السعودية الكبرى فأخذت في النباح عبر الشاشات تارة والنفخ في اجسام ميتة ومستهلكة تارة أخرى لعلها تزعج قيادة المملكة الراسخة على نهجها كما هو رسوخ جبل طويق وما ادعاء تعيين اكاديمية وعجوز شمطاء ناطقة باسم هذا الحزب الا تعبيرا عن وفاة هذا التشكيل المسخ فهذه المرأة الثرثارة اجزم ان تكلمت على الاثير فليس هناك من يسمعها انما فقط الضغط على الريموت وتغيير المحطة .
معارضة ضد من ضد الوطن وقيادته التي تسهر على منعته ورفده بكل ما متاح من عناصر القوة والتحديث ليقف شامخا يرفل بالعز والكرامة.
انني أستطيع كمراقب للشأن السعودي ان اعتبر الأمير محمد بن سلمان هو القائد الاصلاحي الاول في المملكة والذي يطمح الى تقديم نموذج راقي للحكم الرشيد والدولة المتقدمة لكي تكون منارة للعرب والمسلمين بعد كل الانكسارات والخسائر التي لحقت بالأمة العربية جراء هذه التشكيلات من المعارضات المتأسلمة في احيان والليبرالية المستنيرة في أحيان أخرى.
وفي حقيقة الامر انهم عبارة عن حفنة من الخونة والعملاء واللصوص المأجورين ممن باعوا دينهم وأنفسهم لقاء فتات ورضخوا لإرادة مشغليهم ومهما روج لهم في ماكنة الدعاية فسيلفظهم الراي العام الى مزبلة التاريخ وان غدا لناظره قريب.