صالح علي باراس يكتب:

وجهة نظر / هل من ضرورة لقراءة ارث اكتوبر المتصل؟ (4)

استعادة الماضي قد تنبعث باشكال مختلفة لا تسعدنا رؤيتها او حتى سماعها

طالما ان الاستعادة فقط ستاتي باي كيانات او دول !!

فاشتراكيو استعادة *جيدش* ستكون دفوعاتهم لاستعادة دولتهم  اننا شطر من اليمن!! ونطالب باستعادة شطرنا عن شطر اليمنيين !!  واستعادة شطرنا ستكون ضمانة اقليمية ودولية فقد كان دولة له صولة وجولة  ايام الحرب الباردة  الكل يعلمها !

حجة باهرة !!

 ألن تجد السلطنات والامارات حلفاء واحتمال فرض امر واقع ومداخل في القانون يثبت حقها او على الاقل بعضها -التي تهم العالم!! باستعادة سلطناتها ومشيخاتها ؟

من مدخل ان هذه الكيانات كانت تملك سيادية مهما كان نوعها جعلت "بريطانيا" توقع معها اتفاقات ، وانها سلمت استقلال املاك الحماية لطرف اخر ، وهي ملزمة بتسليم الحماية للطرف الذي وقعت معه الحماية وبعد ذلك اما ان يحموا  انفسهم او لايحموها!!! ، وسيدعمون حججهم انهم كيانات ليست من اليمن ورسمت بريطانيا - لانها صاحبة الحماية ء حدودهم الفاصلة عن اليمن وليسوا شطر منه ولم تذوب كياناتهم -حتى الذين انظموا للاتحاد الفيدرالي- كذوبان الشطرين..

 ألن يكون مدخلهم القانوني في وهم الاستعادة  افضل من المدخل القانوني لاستعادة *(جيدش)* التي عملت وحدة اندماجية *(جعي)* ذاب فيها الشطران في كيان واحد!!؟

 لا حماية فيها ولا فيدرالية ولا نص للتراجع وسيجعل الجهات التي ستبت في الاستعادة وتدعمها  - ان وجدت!!! - تجعل اتفاقية الوحدة واتفاقيات الحمايات السلطنات من اسس النظر في قضية استعادة دولة *(جيدش)* *والكيانات*

 فهل سيكون ذلك الاساس لصالح استعادتها ام مدخل لاستعادات اكثر ام لصالح بقاء وحدة اليمن !!؟

لان اليمننة ايضا ستقدم دفوعاتها لاستعادة الدولة من الحوثي وكيانها مازال قائما والجنوب شطر من اليمن بنص دستور الاشتراكي قبل الوحدة  !!

للمعلومية ان سلطنة المهرة قدمت شكوى عام 67م للجامعة العربية انها تعرضت للغزو واحتلت اراضيها!!

نقول ان المصطلحات التي تغالط عقول الناس ولاتملك سند قانوني ولا قبول سياسي  لن تعيد بلدا بل ستضيعه مرة اخرى وتتحول الى صراعات نحن في غنى عنها لانها "مسمار جحا" اشتراكي في نضال شعبنا لاستعادة هويته وبناء دولته وهو الارجح في تكرارها ، اما التحجج بان وثائقنا الوحدوية كانت باسم *(جيدش)* ومودوعة في الامم المتحدة تنقضها حجة الوثيقة الام وثيقة الاستقلال عن بريطانيا وهي ايضا مودوعة في الامم المتحدة في نفس الدرج الذي اودعوا فيه وثيقة وحدة الشطرين وهي وثيقة محايدة !! وموجود ان اسم البلد الذي استقل الجنوب العربي لم يكن شطرا كما تحول بعد استقلاله ؛بل ؛ بلدا محتلا والبلد الذي استقل ليس اتحاد الجنوب العربي حتى نخشى كما يردد البعض ان الحدود قد تكون ناقصة فوثيقة الاستقلال  تشمل كل حدود الامارات والسلطنات المسماه الجنوب العربي  من المهرة حتى عدن وتم تغيير اسمه على مسؤلية الجبهة القومية التي سلمتها بريطانيا الاستقلال ووجاهة اخرى ان تغيير الاسم كان على مسؤولية الجبهة القومية وليس كل الاطراف الجنوبية التي شهدت حرب اهلية صفتها كلها عشية الاستقلال وجرّمت النشاط الحزبي الشطري في دستورها  الا من حزبها وهذا سيكون من اسس التقاضي اكثر جدوى من وثيقة وحدة اندماجية وذوبان شطرين

طالما وهناك تيار مغرم بالاستعادة فلتكن استعادة هوية الجنوب العربي والهوية ليست دولة تذوب اما *(جيدش)* فذابت وهذا نص المادة الاولى لذوبانها:

*مادة (1) : تقــوم بتاريخ 22 من / مايــو عــــام 1990م الموافق 27/10/1410هـ بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري الوطن اليمني) وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى (الجمهورية اليمنية) ، ويكون للجمهورية اليمنية سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة*

من القانوني الالمعي الذي سيكيّف الاستعادة من هذا النص ؟

لا أحد!!

 يكررونها فقط ويريدون بها اما بقاء مسمار لليمننة في الجنوب العربي او استحقاق لهيمنتهم على مستقبله لانه يوجد في القانون الدولي مايدعم إرادة اي شعب في استقلاله ، والارادة الشعبية متحققة والمحتلين اعترفوا انهم يديرونه بالاستعمار *وسيحقق شعب الجنوب العربي استقلاله بعزّة وتضحيات رجاله وليس بالاستعادة* لكنهم سيقولون لقد تحقق استقلالكم بفضل الاستعادة وهذ بفضل حزبنا الذي يفكر ويبتكر نيابة عنكم والذي اكتشف احد كباره من اقل ايام فقط ان الوحدة ميتة!!! ويطالب باشتراكي فيدرالي او كنفدرالي للجنوب .... لانه مازالت لهم قواعد في الشطر الشمالي !!.

اي منطق!!؟

نريد استعادة شطرنا من شطركم ولنا قواعد حزبية في شطركم !!!؟

حجة  المعية !!!

وحتى " فك الارتباط " لايوجد في القانون الدولي مصطلح اسمه فك ارتباط الا مصطلح عسكري في معركة الجيش الثالث المصري والجيش الاسرائيلي في حرب 73م وآخر سياسي كان بضم الضفة الغربية للاردن عام 1948م ثم اعلن الاردن فك الارتباط مع الضفة

فهل كانت الوحدة بقرار من الجامعة العربية كحالة الضفة الغربية حتى نطالب بفك الارتباط؟

لن يتحقق الاستقلال الا بفرض امر واقع ولا فضل فيه لاستعادة ولا فك ارتباط  بل الفضل لتضحيات الجنوبيين التي ستُسمِع من به صمم

 

*رسالة لرئيس الانتقالي ونائبه* :

قال بن القروة الباراسي قديما عندما راى ميلة احد السلاطين لطرف على اخر في زمنه:

يابه حمد شعنا عيالك كلنا

ياذي تلف نمارها تحت الحبوك

ان باتربينا على حسن الربا

ولا تناهمنا وفكينا الشبوك

*هناك ثقة واسعة بشخصكما فانتما غير مثقلين بصراعات ولا دماء الماضي  وقناعات ان الانتقالي بقيادتكما الاقدر على انقاذ الجنوب العربي من شرور كثيرة اشدها شرا التمكين الاخواني الذي  سيجعله ملاذا للارهاب ليقول للعالم اما *تمكيننا او الارهاب*! ولا يقل خطر التمكين عن خطر *استعادة الماضي* بل ان استعادته سيضع وحدة الجنوبيون على المحك فالماضي ليست اشتركية ماركسية بل في حركيته وحزبيته وشموليته وتحالفاته وان ما قبله عدم وخيانة  ومن يريد *استعادة الماضي عليه ان يقبل بقانون العدالة الانتقالية فهي البلسم*

 ان سعة الانتقالي من الاقتناع بوثائقه وتعريفاته وانه ضم طيف متنوع ورغم سعته فالجنوب اوسع منه ، ومازالت مكونات وشخصيات جنوبية تعاديه واخرى لبعضها ملاحظات يجب استيعابها واغلبها مازال مسكونا بعقلية اين موقعي ؟ وتيار واسع من  الجنوبيون يامل فيه ان يتطور ويكون بوتقة يتحول فيها التصالح والتسامح الى منظومة قيم سياسية تسع كل الاطراف والمكونات وتبلسم الماضي فعلى الاقل افرضوا خطاب الانتقالي وتعريفاته عبر من يديرون مؤسساته السياسية والاعلامية لتوحد الناس الملتفة وتشجع الاخرين للالتفاف وتحدد هويتهم بوضوح فلا يوجد جنوب بدون تحديد الا في جغرافية الجهات الاربع ، فاما: جنوب عربي ويسعى الجميع بالغالي والرخيص لاستقلاله  او جنوب يمني "وكل واحد يدبر حاله"!!!بدون التفاف ومطاطية استعادة لن تعيد جنوب... ولا جنوب عربي بل ستعيد يمننته فالمطاطية لن تفرق بين جنوبي اخواني او مؤتمري او غيرهم يريد ان يضمن مصالحه مع اليمننة وجنوبي اشتراكي او من اي تيار اخر يريد ان يضمن مصالحه معها فكلها يمننة "مافيش فيها خيار وفقوس"

 ان المصطلحات ليست مزاجية ولا تنحتها وتحررها قوى حزبية محلية لمصالحها الخاصة ؛بل ؛ المصطلحات دولية ولا تخاطب الداخل لتعبئته ؛ بل ؛ تخاطب العالم لاقناع مؤسساته السياسية والحقوقية والدبلوماسية ولا تُلقى على عواهنها فلها مدلولاتها التي يفهمها العالم منها ، والسياسة الناجحة هي التي تجلب الخصوم الى صفها ولا تترك لاي تيار فيها ان يطغى بانانيته السياسة  ويبعثر الحلفاء والانصار من صفها.