صالح علي باراس يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل من ضرورة لقراءة ارث اكتوبر المتصل؟ (6-6)
كل ما ظهر نقد لخطاب تجربة الاشتراكي صرخ الاشتراكي الحوثي والاشتراكي الذي في عباءة الاخوان والاشتراكي في الحراك : الرابطة ..الرابطة
او صرخوا : هؤلاء يبحثون عن مناصب او مكاسب ليحققوا مايريدون بقذف الاشتراكي
او صرخوا: انه باحث عن وظائف والقاب فخمة مع المجلس الانتقالي والامارات
او انه مشبوه او لايفهم
واخر يقول: هناك فرق بين الدولة والنظام السياسي والسلطة !!
هل اصبح من له راي في تلك التجربة والخوف من عودتها مضغوط بين تلك النمطيات ، فاذا لم اكن رابطي -وهي ليست تهمة - فبالضرورة انه باحث عن منصب او لقب او مال او مشبوه او...الخ ؟
اليس من طرح ويطرح رايه شريكا في هذا الجنوب وحريص عليه ويهمه ان لا تتكرر مآسيه ؟
ان نقد ما يستحق النقد في تلك التجربة لن يضيّع الجنوب وعدم نقدها لن ياتي به ، فمن حق اي جنوبي ان ينتقد تجربة سياسية أضرت بالجنوب وأضاعت الهوية والارض والانسان الجنوبي في نهاية مطافها بعد ان سلمته لقوى النفوذ اليمني السياسي والقبلي والعسكري واعترفوا انهم يديرونه بالاستعمار ومن حقه ان يشخص الأخطاء الكارثية الفادحة التي بسببها وقع الجنوب في المستنقع اليمني ولم يقع في المستنقع الا بعد ان يمنن الاشتراكي الجنوب العربي وجعله شطرا منه فالتصالح والتسامح لايعني نسيان الماضي بل عدم محاكمته
اما دور الاشتراكي حاليا كحزب فأصبح دور هامشي ، فقد تخلت معظم قياداته عن افكار الاشتراكية العلمية وعن اطاره الحركي التنظيمي فبعضهم من عمل على خدمة عفاش من اجل الوظيفة والمال واصبح جزء من حزبه ، والبعض الآخر انحصر دورهم من اجل الوظيفة والمال ايضا داخل عباءة حزب الاصلاح الاخواني ضمن احزاب صغيرة واخرون من اجل الوظيفة والمال والبعض يمدّن سلالية الحوثي ويقتات على فتات مائدته
ياهؤلاء الرابطة هزمتوها ودمرتوها انتم ولم يدمرها اليمن ادنتوها بدون جرائم وحملتوها ذنوب وخطايا ما اقترفتها وجعلتموها حزب صغير كحالكم الان في نظام صنعاء بعد ان قضت عليكم دولة القبيلة اليمنية واحزابها وشيطنتكم فذقتم منها ما اذقتم الاخرين في الجنوب العربي
ولذا فتهمة المال مردوة عليكم فلن توجد جهات خارجية او داخلية ستمنح احدا منصبا او مالا لمجرد ان ينتقد حزبا لم يعد له نفوذ او تاثير في الخريطة السياسية الحالية بل اداة طيعة لقوى يمنية نافذة تستخدمه شكليا لتجميل صورة الوحدة حتى بشكلها السلالي ، وحدة لم يعد لها وجود في وجدان الشعب الجنوبي
الخطورة من استعادة دولته انه يريد ان يحول فشله في الشمال لاعتلاء مشروع الجنوب وهو مشروع عليه اجماع جنوبي اكثر من اي مشروع آخر ، لثقة الحزب انه جفف جداول التنوع وشيطنها في الجنوب ولم يترك الا صوته وصوت تشظياته اثناء تجربته ، وواثق ان نظام صنعاء لم يسمح بتجديد اية جداول للتنوع السياسي او الحزبي تنتمي للجنوب العربي الا ضمن احزابه ، وكلها يمننة مثل الاشتراكي حتى الارهاب ميمنن.
وكذلك فان ثقافة تجربة الاشتراكي ومصالحها السياسية والعسكرية والنخبوية ...الخ لم تكن بسعة الجنوب بل في مناطق عدة من محافظات منه وهذا لن ترضى عنه المحافظات التي كان تمثيلها طرفي في تجربته بما يضع وحدة الجنوب على المحك لانه سينعكس جنوبيا على مستويين :
سينهي التصالح والتسامح لان ثارات القبائل الاشتراكية -حتى بدون اشتراكية -ستتجدد وهي معروفة في الجنوب لانها الان تتقاذف بالتحشيدات
*سيتجدد تكفير اليمننة للجنوب وهذه المرة لن يحتاجوا جيشا للاجتياح بل توجيه الارهاب والتغلغل في مليشيات التمكين الاخواني الذين استثمرت اليمننة فيهما خلال العقود الماضية بمكونات جنوبية
هنا الخطورة في قول من يقول" ان هناك فرق بين الدولة والنظام السياسي والسلطة !!"
السؤال لاصحاب الاستعادة لماذا لم يطالب البيض باستعادة "ج.ي.د.ش"عام 1994م بل اقام دولة "ج.ي.د"؟
كان الوقت مبكرا لاستعادتها فمازال مداد التوقيع لم يجف بعد ومع ان دولة جيدش ذابت والذائب لايعود لكن المعلوم ان الدولة تشمل النظام السياسي والسلطة معا لانها الاوسع وهي الكيان الذي ينبثق إلى حيز الوجود من اجتماع عناصر الأفراد والإقليم والنظام
وعندما تطالب بالدولة ، فالدولة ليست نظرية الاشتراكية العلمية التي تبناها الحزب بل كيان مركب وتطالب بها ، فطالما والنظام السياسي ليس منها وليس مطلوبا استعادته كما يقولون فلماذا لم يدينوا جرائمه ويعتَذروا عن اخطأه او يتبراوا منها ومن مازال في الحزب يستقيل منه هنا ستكون مصداقية ان الدولة ليست النظام السياسي وليست السلطة
يكتفي افضلهم بمدح التصالح والتسامح ولم يتقبل في ذات الوقت وجود من همشتهم وطاردتهم تجربته ويظل متمسك بمحددات نظامه السياسي ويريد ارجاع مؤسساته "مؤسسات سلطة النظام السياسي" .
ماذا يعني ذلك
هل يعني ان الدولة كائن معلق في السماء ام الدولة ونظامها السياسي ومؤسساتها السلطوية متلازمة !!
ألا يتبادر للذهن انه يُراد استنساخ الدولة ونظامها السياسي وسلطتها
لابد من حل هذه الازدواجية عند اشتراكيي الاستعادة او يتركوها لانهم يعلمون انه ليس الهدف منها الجنوب ولن تحقق له دولته بل مسمار جحا في ثورة الجنوب وبناء دولته
فالمعنى انقدوا اعداءنا واعداءكم واتركونا نستخدم ثورتكم لنستعيد دولتنا ومؤسساتها المدنية والعسكرية ثم انقدونا فنقدكم الان يعرقل مشروعنا :
هذا استحمار لا يقل عن الادارة بالاستعمار
15اكتوبر2020م