صالح علي باراس يكتب لـ(اليوم الثامن):

الاختطاف مرة اخرى

في البداية كنت بين التصديق والتكذيب في مسالة الاختطاف لكون جهات سياسية وحزبية معروفة لم تتورع ان تجعل افرادا منها يتهمون من منابر اعلامية انهم تعرّضوا للاغتصاب!! وان تلك الجهات تستثمر موجة الغضب الانساني الصادقة والمشروعة خاصة حساسية العِرض في مجتمعنا لصالحها ولمصالحها فيعيدون كتابة نص الاختطاف على طريقتهم "اللي تكسب به العب به" باضافة تفاصيل وفبركات وسرد سياسي لمهاجمة طرف سياسي او امني ...الخ

  لكني اطلعت على رسالة تفيض الماً من زميل وقريب للمخطوفة "عبير بدر"من تصرفات وتصريحات نائب مدير أمن عدن بانه يملك ادلة تؤكد انه لم يتم اختطافها وموحيا انها قد تكون هربت!! مع ان حرف
"قد " في تصريح امني يثبت ان المصرّح يعتمد على خياله اكثر من اعتماده على استنتاجات تحرّي موثوقة ، ويؤكد ذلك القريب في رسالته بان " عبير بدر" مختطفة وان مصيرها لايزال مجهولا ويطالبون نائب مدير امن عدن العميد "ابوبكر جبر" بالاسم بان يعرض الادلة التي ادّعى انه يمتلكها كيف ما كانت !!! هكذا بنص رسالة الزميل
لا اظن ان بعد عبارة "كيف ما كانت" التي وردت في رسالة قريب عبير تترك مجالا امام الشرطة في التمويه والاحتماء بالعبارات الايحائية من قبيل " قد....!!"
  مازلت اثق ان الامن في عدن قويا واننا يجب ان ندافع عنه وندعمه وان اعداءه كُثر لكن من العار ان يدعم من لديه ضميى اداء لامسؤول منه في قضية عِرض، فالسكوت او التبرير ضار للامن وللمجتمع وسيكون الاداء اللامسؤول والمهترئ "كعب اخيل" لقتل قضيتنا فالامن قبل اي قضية ،والامن يجب ان يكون ملاذ وحاميا للكل مهما اختلفت مشاربهم وتوجهاتهم وخاصة المستضعفين اما المترفين والاقوياء فان لديهم -في زمن الحرب- وسائل وادوات تحميهم

 الاختطاف لا يُقابَل بلامبالاة بل بتشكيل غرفة عمليات للبحث والتحري عن ملابسات الاختفاء لكي تعطي للمجتمع طمأنينة فاختطاف الفتيات ليس قضية هينة في المجتمع بل تنتشر فيه انتشار النار في الهشيم والكل يجتهد صدقا او كذبا او يبحث عن الحقيقة او يزوّر ويلفق ..الخ والاداء الامني المهترئ او الذي يحتمي بالتبرير والاحتمال يدعم ما يردده اعداؤه بانه غير منظم ولا منسجم ولم يفلح الا حماية ناهبي الاراضي .
 ان مصداقية هذه الحادثة تقرع جرس انذار للمنظومة الامنية ان يتحملوا مسؤوليتهم فهم امام منابر اعداء يعملون بطريقة شيطانية وسياخذون مصداقية وصدق هذه الحادثة المؤلمة ويلفقون عليها تسعة وتسعين حادثة كاذبة واذا لم يتحملوا مسؤوليتهم في الحادثة الصادقة فلن يجدوا من يفند ويدافع عنهم في التسع والتسعون افتراء الذي سيلفقه اعداؤهم

20اكتوبر2020م