يوسف السعدي يكتب:
المصلحة العامة هي أساس البناء
الخطوة الاولى التي يتم من خلالها بناء وتطور البلدان, هي ان يكون هدف من يتولون ادارة تلك البلدان هي خدمة المجتمع, وحتى ولو كان ذلك على حساب مصالحهم الشخصية ومصالح احزابهم.
يجب العمل على بناء مجتمع واعي قادر على اختيار الأشخاص الذين يكون لديهم برامج قادرة على تطوير البلدان والمجتمعات وجعلها تكفيها الحاجة الى الاخرين, وليس اشخاص هدفهم تكوين الامبراطوريات مالية وتكوين نفوذ يخدم مصالحهم .
حث الإسلام في كثير من الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة تؤكد على ضرورة ان يتولى امور البلدان اشخاص يقدمون المصلحة العامة على الخاصة.
قال النَّبِيِّ عليه واله افصل الصلوات ، قَالَ:" إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَلَّا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا"
هذا الحديث يؤكد على اهمية ان يعمل الانسان كل ما هو قادر عليه من أجل خدمة بلده ومجتمعه وعدم الاهتمام فيما إذا كان المحيط الذي يعمل به الفرد تشيع فيها ثقافة المصلحة الخاصة اولا
أهميته للفرد
إذا ما تم إشاعة ثقافة المصلحة العامة قبل الخاصة هذا الأمر يؤدي بالفرد الى العمل بكل طاقته من أجل خدمة وطنه ومجتمعه, لأنه يعرف ان مجهوده هذا سوف يعود بالنفع عليه ايضا, اما اذا شاهد ان جميع عوائد المجهودات التي يبذلها تذهب الى اشخاص محددين لكونهم في مركز القرار, والمسؤولين عن ادارة البلد وهو يعيش في حالة صعبة هذا الامر يؤدي الى هبوط رغبته وطاقته في أداء عمله بصورة صحيحة, لانه يعرف ان عمله لا ينفعه هو نفسه ولا احد من مجتمعه فقط المتنفذين واصحاب المناصب.
أهميته للمجتمع
إن المجتمع الذي يكون جميع أفراده يعملون من اجل خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم قبل ان يفكروا بخدمة انفسهم, هذا البلد يكون قوي حصين ضد اي مشكلات, ويكون أفراد مجتمعه مرفهين سعداء.