صالح علي باراس يكتب:
حول أصل العرب!!!
ما يُتبادَل من مناكفات بل وشتائم بان "اليمن اصل العرب" يمكن وضعه في لكل فعل رد فعل واليمن لم يكن على مرّ التاريخ قطرا سياسيا ولا وطنا ، فاصل الوضع فيه انه جهة شملت اوطان ، جهة من الجهات الاربع التي اصطلح سكان تلك العصور الموغلة بوضعها للدلالة على مانعرفه اليوم بالجهة الجنوبية او الجنوب الجغرافي وكانت الهويات حينها تُنسب للجهات في اغلبها
اليمن جهويا كان يشمل كل ما يامن الكعبة بل ان بعض الجغرافيين القدامى جعلوه يشمل كل الجغرافيا الواقعة جنوب كاظمة
لكن لماذا التعصب في هذه الايام لهذا المصطلح الاسطوري ومحاولة جعله قائدا لتاريخ العرب وانه اصلهم وأرومتهم ؟
اذا قال مواطن ممن شملهم مسمى الجهة اليمانية قديما انه ليس يمني فهل يلغي مكانة تاريخه الحضاري ومكانة دولته التي ليس فيها اسم اليمن ؟
وفقا لهذا المنطق فان علينا ان نسلّم بان العراق فارسي وسوريا رومانية لان المدائن كانت عاصمة الفرس ودمشق كانت احد عواصم الرمان فيها كرسي هرقل
لو رجعنا للوراء بعد قيام الدولة الاسلامية وفتوحاتها التي وصلت للصين والاندلس نجد النزعة القيسية / اليمانية ظهرت بعد ان فشلت نخب من الجهة اليمانية في قيادة الدفة السياسية والحضارية للدولة الاسلامية ، إذ كانوا مجرد جنود في تلك الحضارة وفي احسن الاحوال ولاة امصار فيها ولهم اسهامات حضارية كبقية شعوب تلك الحضارة
فبرز التعصب لليمانية بسبب الفشل القيادي !!!
الاشكالية في النزعة الحالية هي في اليمننة السياسية التي تمركزت حول مشروع اليمن السياسي الذي اسسه الامام يحيى بن محمد حميد الدين عام 1918م في محاولة منه ان يقدّم دولته انها الوارثة للتاريخ والاساطير والجغرافيا للجهة اليمانية ، ففشلت جغرافيا وسياسيا طيلة اكثر من قرن وفشلت حضاريا فكَبُر على نخبها ان ترى دولا وشعوبا من ذات الجهة تسود وتقود بل تنقذها من واقعها المتردي المأزوم المهزوم فلجات لتعويض فشلها الحضاري بان لاذت بالجانب الاسطوري وبان *اليمن اصل العرب وانهم هم لا سواهم اليمن وهذا الغاء لموروث محايد مشترك وبقية دول الجغرافيا لاشيء!! وإن اسستها نخب استمدت مسمياتها من معانيها الوطنية ولم تستمدها لترث جغرافيا الاخرين وصاروا بمنطق اليمننة السياسية مجر هنود وصومال وبلوش وفرس وووووالخ من تتقيا به افواه اليمننة وكتاباتها ولو تساءلوا ...اين سيضعون اصل العرب من تقسيمات القناديل والزنابيل التي ادارتهم وتديرهم الان؟
الاساطير لا تُقيم حضارات ولا تبني دولا ولا تخلق شعوبا تنافسية تدخل المستقبل بل تلوك الحقد والفشل وتقتات بفضلات التاريخ
فيكفي ان نضع اسطورة اليمن اصل العرب الى جانب اسطورة داروين بان اصل الانسان قرد ونقارن الخرافتين البشريتين لنعرف مدى الانحدار الذي اصاب من يلوكون ذلك الاصل ويمططونه صباح مساء