علي الحمادي يكتب:
لماذا يدعون لمقاطعة الإمارات
شاهدت بعض الحملات في مواقع التواصل الاجتماعي تحمل عنواناً غريباً وهو "مقاطعة المنتجات الإماراتية" فبحثت عن الذين يدعون لهذه الحملات ويروجون لها، فلم أجد إلا مجموعة من المتطرفين كالاخوان وغيرهم من الجماعات الدينية المتخلفة ومجموعة من السذج الذين يسهل خداعهم بإسم الدين والشعارات المستهلكة والقومية العربية، وعدد من المرتزقة الذين باعوا كرامتهم وأصبحوا أقلاماً مستأجرة يتقاضون بعض المبالغ المالية من النظامين القطري والتركي لتضليل الغير وللتهجم على الإمارات والإساءة لها باستمرار دون حياء أو خجل.
والغريب أن أغلب من يشاركون في هذه الحملات بلدانهم استفادت ولازالت تستفيد كثيراً من مساعدات الإمارات. ولا أقصد هنا التمنن عليهم، فالإمارات تقدم الكثير إنطلاقاً مما يحتمه عليها واجبها الإنساني والأخوي ولكن من المعيب أن نرى هذا الجحود من البعض، فالأجدر بهم معاداة من يعاديهم ويضرهم ويعمل على زعزعة أمن وإستقرار أوطانهم لا من ينفعهم وكلما ضاقت عليهم الدنيا لجأوا إليه.
ولو نظرنا للمشاركين في الحملات التي تدعوا لمقاطعة المنتجات الإماراتية، وأردنا معاملتهم بالمثل ومقاطعة منتجاتهم لا نجد لهم منتجات تستحق الذكر أو شرائها أو مقاطعتها، لا نجد لهم إنجازات تستحق الحديث عنها، لا نجدهم يمتلكون عقولاً حتى نناقشهم، فهم ارتضوا على أنفسهم أن يكونوا قطيعاً يقودهم من يريد تحقيق مآربه وأجنداته على حسابهم، فجميع الأنظمة والسياسيين الذين يحرضون المخدوعين بهم للتطاول على الإمارات ومقاطعتها بحجة إتفاق السلام الذي وقعته مع إسرائيل هم أنفسهم يعملون على التودد لها والتقرب منها ومطبعون معها منذ سنوات بعيدة لكنهم أجبن من أن يعلنوا تطبيعهم أمام شعوبهم وأتباعهم والمنبطحين لهم لأنهم لا يمتلكون شجاعة الإمارات ولا إنجازاتها، وإن أعلنوا سيخسرون الكثير وخاصة تطبيل القومجيين والإسلاميين والسذج فحكمهم وشعبيتهم وكل أمور حياتهم ليست قائمة على إنجازات ولا بطولات حقيقية وإنما شعارات يتغنون بها وتنظيمات يمولونها فيكسبون تأييدها.
وبدعواتهم المستمرة للإساءة للإمارات ولمقاطعتها ومقاطعة منتجاتها هم يُظهرون خوفهم منها ويعترفون بدورها الريادي في المنطقة والعالم العربي، يعلمون أنها بخطواتها المدروسة ذات النتائج الطيبة تحفز غيرها على السير على نهجها، وما تفعله الإمارات اليوم سينضم له الكثير غداً إنطلاقاً من نشرها للتسامح إلى محاربتها للإرهاب إنتهاءً بتوقيعها لإتفاقيات السلام، وهذا ما سيحشر داعمي الإرهاب والمتاجرين بالقضايا العربية في زاوية ضيقة ويجعلهم مهمشين متخلفين في عالم لا يتوقف عن التطور والتقدم والسعي لتحقيق المزيد من السلام.
أقول لمن يدعون لمقاطعة منتجات الإمارات ولمن يقودهم استمروا في فضح أنفسكم وكشف المزيد من تخلفكم فلا أنتم قادرون على شراء ما تنتجه ولن تنفعوا الإمارات بشيء، ولا أنتم قادرون على التأثير في إقتصادها الذي ينافس الإقتصادات العالمية.