حميد طولست يكتب لـ(اليوم الثامن):

محمد السادس رَجلُ العام بامتياز

رغم أن  2020لم تكن سنة عادية وكانت بحق سنة كبيسة وغير بسيطة ، بما مر خلالها على البشرية -ونحن معشر المغاربة من بينهم- من أحداث وأهوال هزت العالم ، وغيرت بينته ، وكشفت ضعف وعجز قواه العُظمى ، وفضحت حيرة قادته وتخبطهم وارتباكهم أمام جبروت فيروس دقيق ، شل حركة العالم، وقوض اقتصادياته ، ومنع تجوال ساكنته في المساحات التي كانت تتبجح بامتلاكها والتحكم فيها .  

رغم كل هذا وذلك وغيره كثير ، لم ينسى إعلاميو المغرب وصحفيوه ، كما هو حال الكثير من إعلاميي وصحفيي العالم، الذي دأبوا على انتهاج نفس التقليد العريق الذي سنته مجلة "التايم" الأميركية مند 1927 ، والمتجسد في عادة اختيارِ شخصية للعام المنتهي من بين الأكثر أثرا وتأثيرا -رجل أو امرأة- في أحداث السنة المنتهية ، والذي ألِفت الأوساط السياسية والإعلامية ترقب الإعلان عنه " على غلاف العدد الأخير للتايم في نهاية  كل سنة.   

وعلى غير عادتها ، لم تتفرق المحطات الإذاعية ، والقنوات التلفزية ، والمنابر الإعلامية وجل الجرائد والصحف والمجلات المحلية والوطنية المغربية ، حول المعيار الأساسيّ لاختيارها لرمز العام الاستثنائي 2020 ،  واتفقت تلقائيا ، على التركيز فيه على الحضورِ الفعلي والفعال للشخصية المصطفاة ومصداقية مواقِفِها في مجال اختصاصها ، بعيدا عن تأثيرات المنصب الذي يذهب بصاحبِه إلى النِسيانِ، لأن الخلِود بالمواقِفِ وليس بالمناصِبِ" كما يقال ؛ الأمر الذي جعل غالبيتها  تتفق ، في مثل إجماع عام ، على أن تكون شخصية العام ورمزه من الأطباء، الممرضين، والمساعدين الطبيين، ورجال السلطة، ورجال الشرطة ،والعسكريين ، والمدرسين ، وعمال النظافة ، وبقالين ، لحضورهم البين وتأثيرهم الفعال في أكثر اللحظات حرجية من عام 2020 ،  

وخلافا لما نهجته جل المنابر الإعلامية في اختيارها  لتلك الفئة الوطنية المواطنة والتي أقر أنها أهل لكل شكر وتقدير وتكريم ، وتستحق أن تكون رموزَا العام وشخصياته عن جدارة ، بما قدمته من تضحيات في مكافحة تفشي فيروس كورونا ، ومخاطرتها بالحياة لإنقاذ البشرَ منه ومداواة المصابين به ،  ارتأيت -كمؤسس ومدير جريدة "منتدى سايس" المتوقفة لظروف خاصة -  أن أختار شخصية غيرها كرمز لهذا العام ، شخصيّةً فَذّةً عاينتُ فيها مواصفات الإيمان الروحيّ والمبادئَ الوطنيّةً والقيم الإنسانيّةً . 

شخصيّةً رائدة تَحمِلُ بين جناحيها قلبا كبيرا ينبض بقضايا الوطن ويزخر بمشاريع لإنقاذه مهما كانت الصعوباتُ والتحديّاتُ وبوجه أيٍّ كان. 

شخصيّةً قياديّة وجَدت فيها بديلًا أصيلة عن نُدرت الروّاد الأفذاذ وانكفاء السياسّيين وتراجعِ الأحزابِ عن استنهاضِ الشعبِ للدفاعِ عن وجودِه وهويّتِه وتاريخِه ووحدة أرضه.  

شخصية أُعْجِبت بجُرأةِ مواقفِها واستباقية مبادراتها المشيعة للثقةً والقوّةً والشجاعةً والأمل والمنعشَة لروحَ المقاومةِ والقدرة على المواجَهة. 

لاشك أنك أيها القارئ الكريم قد تعرفت على من هي الشخصية المختارة كرمز لسنة 2020  ، كما كانها في السنوات الماضية وسيكونها في السنوات المقبلِة أيضًا بحول الله ، إنه وبكل فخر جلالة الملك محمد السادس نصره الله . 

وكلُّ عامٍ وملكنا والطبيب والممرض والمدرس والإعلامي والشرطي ورجل السلطة والعسكري والموظف أينما وُجِدوا بألفِ خيرٍ.