نصر هرهرة يكتب لـ(اليوم الثامن):

التصالح والتسامح الجنوبي

  (لا يوجدما هو افضل من الحق غير العفو)، فالقصاص حق واسترداد الحقوق حق والتعويض العادل حق ولكن الصفح والعفو والتسامح هواعظم من الحق ومن عفى واصلح فاجره على الله والتسامح والتصالح الجنوبي هو اعظم ما انتجة العقل الجنوبي لمجابهة التحديات الكبرة التي عصفت بعامة شعب الجنوب وكم كانت الفرحه والبهجة والسرور ترتسم على وجوه الجنوبيين وهم يتسامحون ويتصالحون ويحتفلون بذلك كما يحتفلون في اعيادهم لانهم يروى في ذلك سموهم فوق الجراح وفيه لحمته واستعادة هويتهم وعزتهم وقوتهم وتوحيد جهودهم والعيش المشترك على ارضهم وحماية لثرواتهم والذود عن اعراضهم ورفعه لكرامتهم ، ان التصالح والتسامح الجنوبي هو مشروع وطني غير مرتبط بحدث ما وان كانت بعض الاحداث اكثر ايلاما واكثر تشظيا واكثر تنافرا الا ان التصالح والتسامح قد كان الهدف منه ردم كل ما انتجته كل الاحداث فهي تهون امام التحديات والتهديدات التي كانت تنتصب امام وجوده كشعب ووطن وهوية وثروه وسيادة صحيح ان الجراح كانت عميقة لكن فجائع وهول التهديدات والتحديات كانت افضع ومدمرة للارض والانسان لهذا اثر الجنوبيين تضميد الجراح والاصطفاف في صفوف منتظمة لمواجهة تلك المخاطر ان حالة التدمير والنهب واهدار الكرامة وانتهاك الاعراض وماسي الفقر بل الجوع المدقع والجهل وانتشار الامية الابجدية وانتشار الاوبئة والامراص وتدمير البيئة ونهب الثروات وقمع الراي والحريات ونشر الفتن والصغائن وتحويل الشغب الجنوبي بكل قواه السياسية والعسكريه والقبلية والتجارية والثقافية الى تابع وملحق ضعيف في باب اليمن وتدمير كيانه وهويته وحضارته وتاريخه ومعالمه قد كانت امور مرعبة ودروس قاسية قد فرضت على شعب الجنوب الاستنهاض من غفلته والبدء في لملمة ذاته لمجابهة كل ذلك فكان الطريق والحل والوسيله الامثل لذلك هو التصالح والتسامح الجنوبي، وقد كان شعبنا العظبم محق في ذلك فبمجرد الاعلان عن هذا المشروع العظيم انطلق كل ابناء الجنوب العربي من كل محافظة ومدينة ومديرية وقرية وحي من الداخل والخارج مشبكين ايديهم وسواعدهم وموحدين اراداتهم الى ساحات النضال منادين باستعادة الكرامة الجنوبية واستطاعوا انجاز الكثير واهتزت عروش خصومهم وتم كسر حاجز الخوف واستعادت القوة والعزة الجنوبية ، واليوم فما احوجنا الى تجديد تلك الروح العظيمة واللحمة القوية والارادة الموحدة والعزيمة التي لاتلين لمواحهة تحديات الحاضر والمضي الى الامام نحو افاق المستقبل لنصل بشعبنا الى يوم الاستقلال وهو خالي من امراض الماضي صحيح ومتعافي وقوي ومتماسك لتنعم اجيال الغد بالحياة الكريمة ، ان التصالح والتسامح هو منهج حياة والية للعيش المشترك غير مرتبط بزمن معين فقط ، ومع ذلك كله فيجب ان لاننسى ان تعزيز التصالح والتسامح ليكون اقوى وامتن ودائم يرتبط ارتباط قوي بقانون العدالة الانتقالية الذي سيكون من اهم قوانيين الدولة الجنوبية المتشوده والذي لا نحب الخوض في تفاصيله حاليا.
ان عظمة التصالح والتسامح تتطلب الترفع عن الصغائر والضغائن والمناكفات وتسمح به الى اعلى مراتب الشرف والنزاهه والصدق والعدالة ولا نسمح لتشويهه من قبل الفاسدين والمنافقين والعابثين بالارض والنسبج الاجتماعي ومن لا ينظروا بالفخر والاعتزاز لهويتهم ووطنهم ووشائج القربى بمجتمعهم فيريدوا تجيير التصالح والتسامح لتمرير سلوكاتهم تلك مشوهين التصالح والتسامح بانه التقاضي عن الفاسدين وناهبي الارض ومنتهكي الاعراض ، يرتكبون باسم التصالح والتسامح افضع الجرائم فهولاء يجب ان يدركوا اننا قادمون على قانون العدالة الانتقاليه وان التصالخ والتسامح لا يعطي لهم سك للاستمرار في ممارساتهم تلك