حميد طولست يكتب:
معضلة الانتخابات
الهدف من وجود الأحزاب في بلد ما هو خدمة المجتمع وتبني قضاياه اليومية وطرحها على السلطة والضغط عليها لوضع الحلول المخففة من معاناة الشعب التي كلما زادت مشاكل المجتمع ومحنه الاجتماعية والاقتصادية ، إلا وكانت دافعا قويا لإحتدام حراك سياسي داخل ذاك المجتع المعاني .
لكن هذه العلاقة غائبة في واقعنا السياسي المغربي ، فهي معكوسة تماما ، لأن الكثير من أحزابنا بكل تمذهباتها اليسارية أو اليمينية وحتى التي في منزلة بينهما ، لاتضع مصلحة المواطن وتحسين أوضاعه كغايتها الاولى ، فلا تحركها معاناة الناس مع الغلاء الفاحش ، ،ولا تؤرقها عذاباته مع الفقر والتهميش والإقصاء ، بقدر ما تحركها الدوافع الإنتخابية ونتائجها ، فالمواقع عندها أهم بكثير من لقمة عيش المواطنين وأمنهم وصحتهم وكرامتهم ، لذلك لا نلاحظ إلا الركود وسباة أهل الكهف يعم معاقل الأحزاب ومراكزها ، ولا يبدأ تباكي قياداتاها على حال الشعب وأحواله إلا عندما تصبح الإنتخابات قاب قوصين أو أدنى ، فهاك يا الخطب العنترية ، وهاك يا الشعارات الرنانة الفضفاضة ، وهاك يا الوعود العرقوبية البراقة ، وهاك يا الحلول السحرية لكل المعضلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية وحتى النفسية ، إنها قضية شائكة ، بل هي معضلة المعضلات التي تتطلب جرأة النقاش والتحليل الجاد للوضع السياسي العام للبلاد، ، الذي يأمل الناخب ان تؤدي الى تغيير الخارطة السياسية وكسر سطوة الاحزاب وكائناتها الإنتخابوية المتلونة - التي لا تنتعش إلا بهواء الإنتخابات ولا تحركها إلا الامتيازات والمصالح فقط -والماسكة للقرار السياسي والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، لتكون بداية جيدة لكشف مواطن الخلل وتقديم الاقتراحات المساهمة في التنمية والتجديد والتطوير الذي. يرفع عن الشعب بعضا من هموم الفقر والعوز، كما يروم ذلك ملك البلاد ويعمل من إجله